وداعاً يا من اتخذت الحلم منهجاً والصعاب مركباً والتطور مأرباً، الكل يشهد والأنام بأنه في حلمه متن السياسة مرجع، أدعو الإله بأن يقيل عثاره ما غاب نجم في السماء، ويطلع يا أيها الفذ العريق مآثر، إن غبت عنا بجسدك فذكراك خالدة في قلوبنا خلود أعمالك التي شهد لها التاريخ بالمعجزة. إن توسعة الحرمين تناجيك، ودعائم الحضارة تبكيك، ومجمعك يناديك، وطلاب العلم الذين مهدت لهم سبيل العلم يرفعون أكفهم ويتضرعون إلى المولى أن يسكنك فسيح جنانه. بصمات يديك البيضاء تركتها على كل مواطن ومقيم، بل على كل الشعوب العربية والإسلامية والصديقة، ولسان حالهم يقول: وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن ترد الودائع فلا رادّ لقضاء الله وقدره. ولكن عزاءنا الوحيد أن الله منّ علينا بكوكبة من إخوانه البررة يواصلون مسيرة الخير والعطاء وفي مقدمتهم الأب الفاضل عبد الله بن عبد العزيز حياه الله ورعاه. وبقلوب مفعمة بالأسى والحزن ممزوجة بحرارة الإيمان نتضرع إلى المولى جلت قدرته أن يلهم الأسرة المالكة والشعب السعودي الصبر والسلوان ويسكن فهدنا فسيح الجنان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.