يغيب فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين.. يترجل الفارس المغوار ويغادر دنيانا الفانية إلى جوار ربه صادقا عادلاً مطمئنا.. يرحل فقيد الإنسانية.. فهد العطاء والنماء والبناء.. بعد تاريخ حافل بالبطولات والإنجازات.. يتوارى إلى الثرى مصحوبا بدموعنا وآلامنا وعظيم فقدنا.. الحزن عظيم والآهات تتوالى والعبرات تسيح والمصاب جلل وفي الصدر أنات وفي القلب لوعات.. والخلجات حبلى بالألم والحزن. أي رحيل.. وأي فراق.. وأي نور توارى بعد سناء مضيء في رياض العز والشرف، إنه لرحيل مر وفراق أليم وعصيب، شهدته جوارحنا وقلوب يعتصرها الألم. غاب الفهد.. وبقيت ذكراه خالدة في نبضنا ومسامعنا وأذهاننا. غاب الفهد.. وما غابت أعماله وإنجازاته وجهوده لخدمة أمته. خادم الحرمين الشريفين.. يا من أعطيت بلا حدود عشرات السنين ازدهاراً وحبا وولاءً لوطنك.. خسرناك وما خسرنا إلا قائداً عظيماً وأباً حانيا ومليكا معطاء كريماً.. سخر جل حياته لنهضة وطنه وبناء حضارته وتأصيل تاريخه.. أعطى وما كلّ أمته العربية الإسلامية مرارا زهاء ثلاثة عقود مضيئة بأعماله الخيرة وإنجازاته المتواصلة التي لم تنتهِ بعد..!! وداعاً فقيد الأمة.. وداعاً خادم الحرمين الشريفين. فالكلمات حزينة وغير قادرة على أنين الجرح ومهابة الفراق.. والراحل عظيم وكبير أعطى لشعبه وأمته ووطنه بإخلاص وتفانٍ. ووفر الحياة الرغيدة والازدهار المجيد التي تضيق العبارات بذكرها.. فمواقفه المضيئة في سماء الوطن وفضاء العالم لا تستوعبها الصفحات.. من أين نأتي بالحديث والبلاغة عن رحيل القائد الراحل؟.. فلقد توالت العطاءات على جميع المستويات وامتدت لتشمل جميع أصقاع المعمورة، فهي كثيرة وعديدة ومن الصعب أن تحصى..! إنه صاحب الأيادي البيضاء في لمّ الشمل العربي وإنقاذ الشعوب الإسلامية من محنها، وقبل ذلك سيل وافر من العطاء والخير على وطنه وشعبه، فكم أرسى دعائم مشروع تنموي وحضاري، وكم بنى صرحاً شامخاً في بلادنا الغالية. إنه رائد التربية والتعليم، ورجل الاستقرار الأمني والاقتصادي في الداخل، ومهندس السلام في لبنان، وملهف الضعيف والمحتاج في وطننا الإسلامي الكبير. ومحط أنظار العالم كقائد حكيم عرف بالسياسة المتزنة والمواقف الخالدة والقرارات التاريخية المصيرية. بكل الحزن والألم رحل فقيد الأمة بعد أن أمضى عمره في خدمة الدين والوطن وجعل بلاده في صفوف متقدمة من العالم بحكمته ودهائه وريادته. رحم الله الفهد باني نهضتنا وقائد مسيرتنا وأسكنه جنان الخلد مع العليين والأبرار وتغمده الرحمن بواسع رحمته إنه سميع مجيب. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.