كتب الأخ محمد أبو حمراء مقالاً بعنوان (المراكز الصيفية.. لا جدوى؟؟!!) تناول فيه موضوع النوادي الصيفية، بلغة الإقصاء والنسف والحرق، وضرب أوضح الأمثلة في محاولة نزع الثقة من شريحة غالية وبارزة (المعلمون). ولا أدري من الذي أحضر الاستفهام بعد ذلك العنوان الغريب؟ وهل يريد الأخ محمد أن يرجع إلى غرف الاسمنت ليتعلم على يد معلم فاضل أين يضع الاستفهام؟ تطال الأندية الصيفية عدد من الملاحظات من قبل عدد معين من كتاب الصحف. وأنا كذلك لي ملاحظاتي وتتركز في قضية الدعم المالي، وضعف التواصل الإعلامي معها وداخلها مما يشكل عبئاً على رسالتها. ونتمنى من القطاع الخاص أن يدعم النوادي الصيفية، وأن يشترط برامجه التي يريد بالتنسيق مع الوزارة، بحق النوادي الصيفية بدأت بالتغير، ولم تعد النوادي كما هي سابقاً (المراكز)، حيث إن جملة منها يدار بعقلية متفتحة، ويشاركها عدد من المسؤولين، ويشار لذلك في الصحف ولله الحمد والقنوات المرئية. والذي أعرفه أن النوادي الصيفية أصبحت مناراً يُقتدى به في الترفيه المباح، والتدريب الناضج، والرعاية الجادة للمواهب، ولو أن كلام الأخ محمد جاء قبل عشر سنوات، لكان للحديث شأن آخر، وما يزعجني هو ادعاء الأخ أن أنشطة الأندية الصيفية تبنى على كلمة الحرية، وفي نظري أن ترك مدير النادي حراً في تحديد ما يراه مناسباً من أنشطة في ظل كلمة جامعة ومانعة (سياسة التربية والتعليم في بلادنا الغالية) دليل على الوعي وتكريس لمفهوم الإبداع، وإنني أعتبر النادي المميز هو النادي الذي يحدد برامجه بنفسه تحت إطار عام (دورات، رياضة، اجتماعيات، ثقافة، أدب، الكترونيات، الإدارة، الإبداع، الإلقاء، المسرح، الكشافة، الرحلات الداخلية، السياحة، السباحة) وبسياسة محكمة (الله ثم المليك والوطن) ضمن أهداف عامة وخاصة منشورة ومعروفة لدى من يتعاهدها بالنشر ومن يتابعها، ولكن في ظل مثل هذه الكتابات، ولعلم وزارة التربية والتعليم واستجابتها الجادة لتعديل كل الملاحظات التي يكتبها الأخ محمد وغيره، ولإدراك المسؤولين سابقاً ولاحقاً بضرورة رسم البرامج وتقديمها للشباب بإطار مفصل، جاءت كل برامج النوادي الصيفية محددة وفي كل عام تزداد التأكيدات على ذلك، بل وترصد الوزارة البرامج من الميدان، تلك البرامج المميزة وتؤكد عليها من جديد، ومع ذلك يدعي الأخ محمد أنها مبنية على الحرية الضارة، وأنا أراهن على أن هذه المعلومة (الحرية) غير صحيحة وهي من ضمن المزايدات الغريبة، وللأخ محمد وغيره أن يستفتي العموم وأنا من العموم، ولذا أقول: هذا كلام مخالف للواقع. بين يدي كتاب صدر عن الإدارة العامة للنشاط الطلابي في وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم عنوانه (دليل برامج الأندية الصيفية) وقد تصفحت الكتاب، واطلعت على البرامج المدونة فيه، والتي يجب على مدير النادي الصيفي أن ينفذها جيداً، وهي ترُد على ما قاله الأخ محمد حول النشاط الحر، ليس هناك نشاط حر (ذلك النشاط الحر الذي تهكم عليه الأخ محمد بكلام لا يقبله عقل ولا أستاذ ينادي بالحوار). وبعض شبابنا في هذه الأيام يكتوي بنار مخلفات ما يعرف لدى الوسط الفني ب(هز الوسط) و(الحب المحرم) و(الصداقة الجنسية) وخلافه مما أثر على عقول كثير من الشباب، ناهيك عن ثقافة القتل التي تزخر بها بعض الشاشات الفضائية، حتى أفلام الأطفال لم تسلم، وبات أطفالنا يرددون (الضربة القاضية) وما شابه، بحار الدم تسيل في بعض المسلسلات وبعض الأفلام التي تعرض بشكل يومي، ولقد عرفنا الدم في تلك المسلسلات منذ زمن، ومشاهد الدم تعود لسنوات طويلة وهي في ازدياد (ثقافة القتل المحرم)، تلك الثقافة التي تصب في عقول الناشئة الطيش والجنون والعجلة والجريمة ولم أتصور أن بعض الأغاني اليوم قد انحرفت انحرافاً شديداً، لدرجة أن بعض شبابنا يردد الحلف بالحبيب على سبيل المثال (تعظيم شأنه) واستبدل لفظ الحلف الشرعي (من كان حالفاً فليحلف بالله)، وليس أخطر من أن يردد البعض أن الروح والقلب والعمر وما شابه بين يدي الحبيب، حتى الحب أفسدته تلك الأغاني الكليبية، تلك التي تسعى إلى اختصار الحياة بما هو قشور (حب ووجه حسن) فما دورنا؟ وكيف نواجه هذا الخطر؟ ومثل هذه الكلمات تؤثر مع الزمن على القيم التي تعلمها الطالب من معلميه ومجتمعه، ومع التكرار بنداء الحبيب واختصار الحياة ليل نهار بمثل هذا النداء يصبح الأمر جللاً، وإلا لن أرمي أحداً بما يشين، ولكنني أؤكد أن تكرار هذه الكلمات على مسامع الشباب منذر بخطر محدق. رغم هذا الذي يحدث في القنوات إلا أن عين الأخ محمد وبعض الكتاب سامحهم الله، فقط على نوادينا الصيفية، فلماذا هذه النظرة غير المتكافئة؟ ألا تستحق (ثقافة الموت) نفس الكم من المقالات التي تقابل بها النوادي الصيفية، العنف، وأفلام الرعب، ومصاصو الدماء، وعنف الفاحشة، وغيره من الثقافات التي تشغل بال عدد من شباب اليوم، ورجال اليوم أيضاً باعتبار أقدمية تلك المعروضات، لم يتم تناولها بنفس الكم والكيف من قبل من عرفناهم بنقد نشاطات الشباب في النوادي الصيفية!! ونحن نطالب بالموازنة فقط، ودراسة ظاهرة جلب العنف لأطفالنا وشبابنا من كل جانب سواء كان مصدرها الشاشة أو من ساحات المعارك، أو من الأماكن المشبوهة التي بلي بها شبابنا، في الوقت الذي نبارك فيه للدولة حفظها الله خطواتها ضد الإرهابيين، ونحن جميعاً نسعى معها إلى منع تسلل الإرهابيين لعقول الناشئة بعدد موفق من الأنشطة مما نستطيع تطبيقه في مدارسنا وفصولنا لا أنكر بأن بعض الأنشطة بحاجة إلى مراجعة من حيث الجدوى، ولنا أن نصحح، وأن نعدل، وأن نسترجع، لكن لكن لو كان الوضع كما يصرح البعض عن النوادي الصيفية فهذا يعني بأن الاختراق خطير، ويحتاج إلى وقفة، ولا أعتقد ذلك، ولا أعتقد أن الأمر سيمرر بسهولة، والخائفون كثر وأنا أولهم، فكيف أدافع عن أناس (إرهابيون)، وكيف سيكون سكوت المسؤولين مبرراً.. كيف لا والله تعالى يقول: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } والدولة ترعى هذه الأحكام وتطبقها بكل دقة وتعرف من هم أعداءها جيداً، وإلا لكان مثل كلام محمد إدانة للجميع. أعود لأقول للأخ محمد نحن معك في قصور بعض الأندية وأن بعضها بحاجة إلى دعم، ومتابعة ومعرفة لنتائجها ومعطياتها ومخرجاتها، ولكن لنكن صفاً واحداً في كل مكان، والأبواب مفتوحة. اقترح ما تشاء على وزارة التربية والتعليم، وسترى كيف تكون الإجابة. وفي الختام أحب أن أشيد بدور النوادي الصيفية والمدارس والمعلمين أنفسهم، فلقد أنتجوا كثيراً من المبرزين وكثيراً من المشاركين وكثيراً من المسؤولين، وإذا أردنا أن نتحدث عنهم بالنيابة فلن نستطيع، ولكننا نطالب بأن يبحث عنهم الأخ محمد كإعلامي، مع ضرورة تقصي الحقيقة، لا نريد الرأي الواحد عن الأندية الصيفية، بل نريد رأي المسؤولين كلهم من رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم إلى أولئك المبرزين في الإذاعات والقنوات، حتى الأطفال اليوم يشاركون، وبكل قوة في بعض القنوات الهادفة وقد صنعهم النشاط الطلابي، وبعضهم نشأ من بداية دراسته في أحضان النشاط الطلابي في الصيف وأيام الدراسة، وأصبح العديد من المبرزين في وسائل الإعلام ممن رعاهم النشاط الطلابي، ذلك النشاط الذي يُتهم وبشكل مكشوف ولا أدري هل يغيب عن الأخ محمد برامج المواهب والأفكار، والاختراعات وما شابه مما تزخر به شاشة الشاشات الحادة أم أن على عينيه ما يمنع؟! ولي طلب لدى كل من يريد أن يزور النوادي الصيفية بقصد الكشف عن ما بداخلها، وهو أن يحضر أحد البرامج المعدة وأن لا يأتي من خلف الكواليس إن صح التعبير، فالنادي الصيفي مصنع، له بروفاته وله مراحله الإنتاجية ويجب أن تقدر، وكما تعرض بروفات بعض المسلسلات والحلقات، التي يظهر فيها كثير من الأخطاء التي يتم تلافيها قبل التسجيل النهائي، فكذلك النوادي لها بروفات ولها خطوات تنظيمية وعلى المشاهد أن يحكم على البروفة النهائية وليس على ما قبل ذلك. النوادي الصيفية، تدار بعناية من قبل مقام وزارة التربية والتعليم، وعند الاستشهاد والمقارنة فإنني أدعو الأخ محمد بأن يقارن بين عرضه الذي قاله في مقاله وبين ما نشر في نفس اليوم عن (مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال) في جريدتنا الحبيبة (الجزيرة)، تلك المسابقة وافق عليها المقام السامي وبطلب من وزارة التربية والتعليم، وموضوع المسابقة عن نبذ العنف بعنوان العالم بلا سلاح) ولقد تبنت الوزارة النداء الذي سوف يدوي في اليوم الوطني بإذن الله (العالم بلا سلاح) لتؤكد حرصها المتجدد على المبادىء والقيم الإسلامية التي تشرع في نشرها منذ زمن ومما يبهج الصدر أن جميع النوادي الصيفية في مدينة الرياض قد استقبلت توجيه مدير التربية والتعليم بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي حول مشاركة الطلاب في المسابقة والاستعداد لذلك لأن الوقت مناسب ولقرب موعد التحكيم وهو 19-6-1426ه وهو للمراكز وسبق الإعلان عنه في المدارس أيضاً، وعلى الأخ محمد أن يزور المعرض المصاحب للمسابقة في يومنا الوطني، هؤلاء أبناء البلد وجملة منهم تدربوا في ذات النوادي، ومن رحم النشاط الطلابي، ذلك النشاط الذي صنع لنا أبطالاً على كافة المستويات العلمية والكشفية والثقافية والإبداعية والصناعية والاختراعات والإذاعة والمسرح، وكل ما تريد مبدأه من المعلم ومن أمام المعلم، وما أستغربه هو أن القيادات التربوية بوزارة التربية والتعليم تطعن من وراء ظهرها، بتهمة الأدلجة تارة وبالتعصب تارة، وتارة أنها وراء هؤلاء المتحكمين بالمناشط الصيفية، ومن وراء ظهرها تطعن بتلك التهم، وهم مشغولون بما هو أهم (التخطيط والتوجيه الواعي). أهذا جزاء من يتولون الشباب وتدريبهم وتأهيلهم، وهم من يتحمل حرارة الصيف وداخل المدارس بعيداً عن الشوارع والأماكن الخطرة وبأقل تكلفة؟ وجملة من الأنشطة الوطنية التي تصب في مصلحة الوطن يتم الإعلان عنها في عدد من الصحف، ويقوم عليها معلمون أفاضل، ومع ذلك يُقابلون بمثل كتابات الأخ محمد، والعين تشهد بأن كثيراً من الأنشطة الناجحة تحظى بمتابعة ومباركة من المعلمين. فما بال الأخ محمد يشن حملته على المعلمين في المدارس والصيف، ولا يريد أن يبقى من علمنا الحروف مع أبنائنا؟ والسؤال: هل زار الأخ محمد المهرجانات الصيفية؟ هل شاهد العاملين في تلك المهرجانات؟ وهل تتبع السير الذاتية لهم؟ فعندما يفعل سيجد أنه قد أجحف في حق المعلمين!! لقد تطورت الأندية الصيفية كما هو المجتمع والسؤال الكبير: هل ما يشاهده الأخ محمد من برامج وتدريب وما شابه ذلك موجود في الساحة الاجتماعية كما هو الأمس؟ أم أن الأمر اختلف، وأن التطور قد كساها في كافة جوانبها؟. بقدر الإجابة سيجد الكاتب والقارىء أن النشاط الطلابي كذلك، بدأ كما هي نشاطات المجتمع تقليدية، ومنذ سنين قريبة شرعت الوزارة بالتطوير لكافة المناشط، وبما فيها الأنشطة الصيفية، حتى مراكز الأحياء بدأت فكرتها من رحم وزارة التربية والتعليم، وتلقفها الجميع، وستظل المشاركات تربوية، وستثبت الأيام جدارة المعلمين،، هم المعلمون والأكاديميون موجودون في كثير من الأنشطة القائمة ولو انسحب بعضهم من مزاولة أنشطتهم في عدد من المؤسسات في بلدنا لتأثر عدد مهول من الأنشطة التي نراها، ونراهن على ذلك!! ولعل الذاكرة تسعف الأخ محمد حينما يسأل عن جنود التعداد الوطني، وجنود الانتخابات البلدية؟ والجواب أن جملة منهم معلمون. شاكر بن صالح السليم