يُعَدُّ البترول حاجة يبحث عنها العالم بشتى بقاعة لتواصل نموه وتقدمه، حيث إنّه المحرِّك الرئيسي للصناعة، فاعتمادها على صناعة البترول أصبح عاملاً مؤثراً في توازن دول العالم المتقدمة والنامية على حد متباين، حسب مصلحة كلِّ طرف، فكانت صناعته عاملاً فاعلاً في متغيرات سياسية وتجارية، مدنية وعسكرية .. لذلك يكتسب البترول أهميته العالمية .. ومن جهة أخرى تُعَدُّ دول العالم الصناعية كاليابان والصين وأمريكا ومعظم دول أوروبا، من أهم دول العالم تقدماً لوجود صناعات مختلفة بها .. ومن المعروف أنّ هذه الصناعات تعتمد اعتماداً كلياً في تشغيلها وإنتاجها على صناعة البترول، وهنا نتوقف لنأخذ هذه الصناعة مأخذ دراسة وتحليل من واقع نعيشه من حولنا، أو نراه عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، لنعترف بأنّ صناعة البترول هي (أُم الصناعات) .. بلا شك يحق أن نسميها كذلك، فهي السيدة المحرِّكة المطلوبة بلا منازع .. حتى صناعة الطاقات بمختلف أشكالها، لم تصل إلى أي نسبة تُذكر أمام صناعة البترول، فإلى الآن ليس هناك بديل يُذكر يستحق أن يعنى ويقدم أمام هذه الصناعة المحرِّكة لمكينة سير صناعات العالم المتقدم بمختلف نواحيه، فهو ثروة يجب أن يُحافظ عليها ويُرشد استهلاكها لتستفيد منها الأجيال القادمة على أطول مدى .. إنّي أرى من وجهة نظري الخاصة أنّ من أهم الاستراتيجيات لنا أن نهتم بهذه الصناعة اهتماماً خاصاً، فنتوجّه بقطاعاتنا الأهلية لندعم المسيرة الوطنية، وذلك بإنشاء المصانع التي يكون البترول داخلاً أساساتها - وهي كبيرة وكثيرة جداً - كالمصافي والبتروكيماويات وغيرها من الصناعات المساندة لها. إنّني أنادي عبر هذا المنبر جميع المستثمرين وكبار رجال الأعمال بصفة عامة، وأخص هنا المهتمين بالصناعات البتروكيماوية .. أدعو الجميع إلى الاهتمام بصناعة البترول مهما كان عائدها المحلي مادياً، فهناك عدة عوامل ستساعد بمشيئة الله على نجاحها من أهمها: * أولاً: 1) توفر المادة الخام التي يجب الاستفادة منها محلياً. 2) توفير فرص لتوظيف أبناء الوطن داخل الوطن، وهذا بلا شك داعم من دواعم الاقتصاد الوطني. 3) توفير سيولة مادية متحركة مما يخدم الصالح العام. 4) جميع فرص التأهل متوفرة ولله الحمد. وحيث إنّنا نحتضن - كما هو معروف - أكبر مخزون نفط (بترول خام) في العالم ولله المنّة والفضل، ومن المنطق أن نفكر في أن نحتضن المزيد من الصناعات البترولية في العالم. * ثانياً: وجود السيولة المالية القادرة على إنشاء، أو على الأقل احتضان، أكبر وأكثر المصانع نتاجاً ونمواً لاستثمارها في الداخل. * ثالثاً: عامل الاستقرار، فبلادنا ولله الحمد تُعَدُّ من أهم وأنسب دول العالم استقراراً، ومؤهلة تأهيلاً متلائماً وجو الاستثمار ومتطلباته، فالاستقرار الأمني الداخلي ومكانة الدولة عالمياً منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي وضع أول بذرة للاستفادة من هذه الصناعة الرائدة صناعة البترول وإلى الآن، ونحن ننعم ولله الحمد باهتمام الحكومة ممثلة في قائد مسيرتنا ورائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بدعم وتوفير البيئة المناسبة الخصبة التي تتلاءم والاستثمار طويل الأجل. إذا تم احتضان هذه الصناعة .. وصدّرت كمادة مصنّعة بدلاً من تصديرها تصديراً خاماً، سيتطوَّر مفهومنا حضارياً لنتقدم ونكون قد وصلنا تقدماً إلى عداد إحدى الدول الصناعية الكبرى .. ناهيك عن المكاسب الأخرى. وحينئذ سنكون قد احتضنا أهم الصناعات العالمية، صناعة البترول: (أُم الصناعات). [email protected]