جاء مهرجان بريدة كعادته في فتح آفاق الإبداع والتميز أمام كل الموهوبين وأصحاب الهوايات المتعددة، ويعرف بِهَمِّ الآخرين ويسلط الضوء عليهم وعلى هواياتهم ويقدم لهم الدعم بجميع أشكاله لينطلقوا نحو مدارات التفرد، وفلك الإبداع. ومن ضمن هؤلاء.. يأتي عبد الله ابن علي الدغيري، المشرف على معرض الزواحف والطيور، الذي جاء المهرجان ليجعله مطلباً رئيساً لمرتاديه وزواره، حتى أصبح المعرض الفعالية الأكثر مزاراً من الكبار والصغار (رجالاً ونساءً) وهي التي تحوي أكثر من 60 نوعاً من الزواحف والطيور الناطقة. (الجزيرة) التقت الدغيري، وتحدث عن بدايته مع هذه الهواية ولماذا اتجه لها، وكيف استمرت حتى الآن وما هي طموحاته المستقبلية... يقول الدغيري: منذ الطفولة وبحكم البيئة الصحراوية التي نشأت بها، بدأت علاقتي مع الثعابين. كنت أرعى الغنم، وأمارس الزراعة في الأسياح، وقبة، والفوارة. وكنت أصطاد الثعابين منذ الخامسة من عمري، لم أكن أشعر بالخوف ولم يلدغني أي ثعبان ولله الحمد حتى الآن. ويمضي الدغيري قائلاً: كان الأهل يحذرونني من الثعابين ولم أكن آبه بتحذيراتهم، كنت أمسكها وألعب معها وبعد ذلك أقتلها حتى لا يؤنبني الأهل، ومع ذلك أنا لا أربي الثعابين والزواحف أبداً، ولكن بسبب المهرجان أحضرتها قبل عشرة أيام وسأتخلص منها بعد المهرجان، السام منها سأهديه إلى صديق لي، وغير السام سأعتقه في الصحراء. وعن الطيور يقول الدغيري: أنا أهوى الطيور بكل أنواعها، أربي الصقور وأدربها وأقنص بها، وأفضل صيدها عن شرائها وأتعب على الصقر، وأميل لتربية الطيور البرية وتحويلها من مستوحشة إلى أليفة، ومحاولة إنتاجها، وحصل معي هذا الشيء حيث أنتجت الكثير من الطيور المائية مثل النحم، الطوّل (الباعود)، والطيور البرية كالدرج، والحجل البري، والفيوزنت، وأحاول الآن إنتاج الصقور. وعن كيفية التعامل مع الطيور.. يضيف الدغيري: لا بد أن تعرف نفسية الطير وسلوكياته، ومن دلالات الراحة النفسية انفتاح شهيته للأكل, والحركة المستمرة، وعدم الخمول، وبريق العين، وتهذيب الريش وتنظيفه، وبعد ذلك أحاول ترويضه. وهناك طيور برية قمت بترويضها كالبلابل (النغري) وبعض أنواع اليمام، والقماري، وبعض الجوارح. ويضيف الدغيري المغرم بهذه الهواية: لديَّ أكثر من 60 نوعاً مختلفاً من الحيوانات، وكان لديَّ أكثر من ذلك في مزرعتي الخاصة ولكنني تخلصت منها وسأعود إلى زيادتها مرةً أخرى. أما عن الثعابين.. فيقول الدغيري: قد لا يعرف الكثير أنَّ الثعابين لا تهاجم أحداً بل هي دفاعية وتمارس الدفاع عن نفسها فقط، وهناك بعض أنواعها مفيد للمزراعين ليساعده في التخلص من بعض القوارض. أبرز المواقف التي مرتْ عليه ومازالتْ تحتل مكاناً من ذاكرته.. هي أنَّه كانتْ لديه لبوة (أنثى الأسد) واسمها (لالا) تبلغ من العمر سنة، وكانتْ في منتزه يعود إليه ومعروضة للزوار، وكانَ يمرُ عليها يومياً، ويمسحُ على رأسها من باب الدلال، وفي أحد الأيام زارها بعض الزوار الأشقياء وأثاروها بأشعة الليزر، ولم أكنْ أعلمُ أنَّها ثائرةٌ، وكان الوقت شتاءً فكنتُ لابساً ثوباً شتوياً وجاكيتاً فأدخلتُ يدي كالعادة لأمسحَ على رأسها فعضتْ يدي وسحبتُها مباشرة لتمسك بيد الثوب والجاكيت وتسلم يدي. والموقف الآخر مع (الصل الأسود) وهو أخطر أنواع الثعابين، يقول الدغيري: اصطدتُه في الليل وهو ليلي المعيشة ولا يرى في النهار أو الضوء، فوضعناه في غرفة وأضأنا الأنوار لنراقب سلوكياته وتحركاته وكان هائجاً لأننا اصطدناه للتو، وكنَّا في آخر الغرفة والصل أقرب ما يكون للباب، وفجأة انقطع التيار الكهربائي، فما كان منَّا إلاَّّ أنْ خرجنا جميعاً مع فتحة المكيف. وأثنى الدغيري على ما طرحته (الجزيرة) بشأن إنشاء حديقة للحيوانات بمدينة بريدة، تساهم في تنمية السياحة الداخلية، وتكون وجهة رئيسية للمواطنين كما هو الحال في بعض المناطق الأخرى. وقال الدغيري: هي أمنيتي وأمنية كل المهتمين بهذه الهواية وأنا على استعداد لإدارتها تطوعاً ودعمها بكامل خبراتي، وكل هذا من أجل رد الجميل لهذه المدينة الغالية التي أدين لها بالحب والوفاء.