في مثل هذا اليوم من عام 1919 عرض الرئيس الأمريكي وودر وويلسون بنفسه نص معاهدة فرساي، التي أنهت الحرب العالمية الأولى باستسلام تام من جانب ألمانيا، إلى الكونجرس الأمريكي للتصديق عليها. ولم يحتاج الكونجرس إلى مجهود كبير لإقرار هذه المعاهدة التي كانت الأفكار الأمريكية هي الأساس الذي قامت عليه بعد أن لعبت الولاياتالمتحدة دور الرجل القوي والوسيط بين المتفاوضين في مؤتمر السلام بعد وقف إطلاق النار في الحرب العالمية الأولى. وشكلت تلك المعاهدة أساس قيام مشروع عصبة الأمم الذي كان أحد بنات أفكار الرئيس ويلسون. ويؤكد المؤرخون أن معاهدة فرساي قامت على أسس غير صحيحة بل كانت قاسية وتركت في الألمان شعوراً بالإهانة والنقمة إذ شتّتت القوميات الألمانية في الدول المحدثة كبولندا وتشيكوسلوفاكيا بالإضافة إلى التعويضات المالية الهائلة التي حصلت الولاياتالمتحدة على نصيب الأسد منها. ففي الوقت الذي جرت فيه بريطانيا وفرنسا وراء مستعمرات دول المحور المهزومة للاستيلاء عليها تحت مظلة الانتداب بعد الحرب حرصت الولاياتالمتحدة على الحصول على التعويضات في صورة سبائك ذهبية أنعشت الاقتصاد الأمريكي بصورة غير مسبوقة حيث لم تكن الولاياتالمتحدة مستعدة للتوسع الاستعماري في ذلك الوقت. وأدت الشروط المهينة لتلك المعاهدة إلى فتح الطريق أمام نموالمشاعر الفاشية والنازية لدى كل من إيطالياوألمانيا خلال فترة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية ليصل النازيون والفاشيون إلى الحكم ويدخل العالم الحرب العالمية الثانية.