{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران 133 - 134). العفو هو الصفح والمغفرة والتجاوز عن الإساءة في غير كراهية للمسيء أو حقد عليه أو إصرار على الانتقام فيما بعد، مع القدرة على العقوبة أو الثأر. فليس من العفو التسامح الموقوت الذي يحتقن صاحبه السيئة في نفسه لينتقم في وقت آخر. وليس من العفو الصفح الناشئ عن عجز أو ضعف. وليس من العفو أيضاً المغفرة المدخولة التي تخفي وراءها بغضه للمسيء. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريب الصفح، كثير العفو، وكان عفوه عن مقدرة وعن سماحة نفس وطيب قلب ونقاء سريرة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منتصراً من مظلمة ظلمها قط، ما لم تنتهك محارم الله، فإذا انتهك شيئا من محارم الله كان أشده في ذلك غضباً. والعفو فضيلة عظيمة وخلق كريم يجب أن يتحلى به كل مسلم كما تحلى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً، دون أن يضر ذلك بالدين أو يخالف الشريعة أو يتهاون في حق من حقوق الله عز وجل.