طالعت صحيفة الجزيرة الأحد 11-10-1426ه فسرني خبر في صفحتها الأخيرة ويفترض أن يكون في الصفحة الأولى لأن هذا الخبر يتمثل في نبل أخلاق فاعله، فيا له من عفو كريم من رجل كريم في شهر كريم، أسأل الله أن يكرم فاعله بالفردوس الأعلى من الجنة، ولقد تميز أهل القريات بهذه الخصلة الرائعة فقد سبق اثنان قبله كرماء أسأل الله أن يكرم نزلهما يوم الدين وهذا ليس بمستغرب على أبناء المملكة العربية السعودية فهذه سجايا في كتاب الله قرأناها ومن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمناها ومن آبائنا وأجدادنا ورثناها، إنما الغريب والله والعجيب تلك المزايدة والمساومة من أهل المقتول بطلب الملايين أو المليارات التي وان وفرت فلن تغني أصحابها من دون الله شيئا بل انها توغل الصدور أكثر وبدلاً من اعتاق رقبة واحدة يتم تقييد مئات الرجال من جراء الديون التي تحملوها من أجل جمع مبلغ الاعتاق نسأل الله ان لا يبتلينا، فالعفو هو الأصل في هذه المسألة كما قال الله تعالى {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} بل ان الله تعالى عده من صفات المتقين الذين وعدهم بالمغفرة والجنة كما قال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ثم بين الله جزاءهم بقوله تعالى {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} فهنيئاً لك أخي علي غايض الحمدان الشراري بهذا الأجر العظيم ولمن سبقك من أهل القريات التي رفعتم ذكرها عالياً على بقية مناطق المملكة، أسأل الله أن يرفع ذكركم في العالمين وأن يعوضكم خيراً على ما فقدتموه، وما عند الله خير وأبقى وأعظم أجرا، ولكم مني يا أهل القريات سلام ورحمة من الله وبركات. فهد بن عبدالرحمن السرداح رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدخنة القصيم