سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك -حفظه الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد قرأت في جريدتكم المباركة ص15 الاثنين 13 من جمادى الأولى 1426ه بالعدد 11953 مقالاً للأستاذ فياض بن محمد بن حمد الفياض بعنوان (تجارة الدخان) وقد أجاد وأفاد جزاه الله خيراً وأثابه وسدد خطاه ونقول وبالله التوفيق: الواجب يغرس في قلوب الأطفال بغضه وكراهيته وأضراره وتحريمه والتنفيرعنه قال تعالى:{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} «سورة الأعراف 157». فهو خبيث الطعم خبيث الرائحة ولا ينكر خبثه، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسنداً ورواه مالك في الموطأ مرسلاً وله طرق يقوي بعضها بعضاً. وقد أجمع الأطباء على أضراره وأنه سبب للسل الرئوي وسرطان الحنجرة والرئة والسكتة القلبية وقرحة المعدة وغيرها لاحتوائه على سموم عديدة أهمها سم النيكوتين والقطران وغيرهما من السموم الضارة مع أضراره الاجتماعية والمادية وشاربه يؤذي المؤمنين والكرام الكاتبين برائحته الكريهة. وقد قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}سورة الأحزاب «58». والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ومن خبثه وقذارته أنه يشرب في الحمامات وفي الأماكن القذرة وأحياناً شاربه يشربه وهو يقضي الحاجة وأحياناً تراه يرمي ما بقي من السيجارة ويدوسها برجله ويلعنه ويلعن من عرفه به ودله عليه لا يقال في أوله بسم الله ولا في آخره الحمد لله فلا يشربه إنسان عاقل رشيد وفيه إسراف وتبذير وإضاعة للمال بدون فائدة. وقد قال الله تعالى:{وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} سورة الأنعام «141»، وقال تعالى:{وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} سورة الإسراء «27». وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ومنع وهات ووأد البنات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) رواه البخاري ومسلم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعصمنا منه وذرارينا وجميع المسلمين وأن يعافي من ابتلي به ويصرفه عنه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عبدالرحمن بن صالح الدغيشم/ الرياض 11445 ص.ب 19644