خسرت عنيزة قطبا من أقطابها وعلماً من أعلامها البارزين ذلك هو محافظها الفاضل اللواء طيار عبدالله بن يحيى بن عبدالله السليم حين ودع المحافظة بنهاية دوام يوم الثلاثاء الموافق 30- 4-1426ه مكملا بذلك ثماني سنوات فقد باشر العمل الإداري بعد العمل العسكري في 1-5-1418ه كانت حافلة بالعطاء والحيوية والإخلاص والتفاني في خدمة محافظة عنيزة. أحب الناس فأحبوه، اجتهد في عمله فتقربوا منه، وهب نفسه ووقته في تحقيق مطالب واحتياجات عنيزة فآزره الجميع ووقفوا معه وأصبح الكل فريق عمل واحد لا يسأم ولا يكل، كيف لا وهو امام رجل يتصف بكامل الصفات الحسنة دين وعقل ودماثة أخلاق وتواضع فذاك شيمة ابن سليم، كذلك التزامه بالدوام الرسمي حيث يحضر الساعة الثامنة صباحا ولا يخرج إلا الساعة الثانية والنصف ظهرا فصار قدوة حسنة لجميع منسوبي المحافظة فقد كان بوجوده في مكتبه كخلية نحل بين غاد ورائح من مواطنين ورؤساء دوائر وزائرين، كثرت اللجان في وقته، وكذلك الجمعيات الخيرية، وفي مقدمتها تأسيس جمعية المعوقين بعنيزة، فقد ترأس مجلس إداراتها وعمل الكثير داخل وخارج المحافظة حتى أصبحت حقيقة واقعة تزاول أعمالها بكل جد وإخلاص وهي نموذج من أعمال البر والعطاء الذي قدمه للمحافظة وكذلك المتابعة المستمرة لأعمال اللجان، فبحكم عملي كسكرتير لإحدى اللجان العاملة في البلد واحتكاكي المباشر معه استشف منه همة الرجل الطموح المتابع لكل صغيرة وكبيرة تهم البلد وتحقق ما ينشده كل مواطن مخلص، وكانت استقالته لغزا محيراً لأهالي عنيزة عموماً حيث قدمها لسمو أمير المنطقة منذ سنة وجعلها في غاية السرية والكتمان فعندما يسأله سائل ينكر ذلك ويقول هذه إشاعة حتى صدرت الموافقة فاندهش الناس اندهاشة واحدة بعد ما سمعوا وتأكدوا لكن سبق السيف العذل وأملنا بالله ثم بمن كلف بعده سعادة المهندس مساعد بن يحيى السليم فهو خير خلف لخير سلف وسوف يقيم له الأهالي حفل توديع يليق بمقامه بعد تحديد الوقت من قبل سمو أمير المنطقة.