في أمسية إنسانية ذات طابع درامي.. تألق الصغار في إخراج لوحة بديعة ضمن الحفل العام الذي نظمه فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالقصيم.. تألق الصغار ومن خلفهم الكبار في تكوين وتلوين لوحات إنسانية تحكي واقع وتطلعات الأيتام الصغار وذوي الظروف الخاصة.. ظل يرقبها.. ويتابعها.. ويحلل تفاصيل الوجوه الصغيرة أمير القصيم (فيصل بن بندر بن عبدالعزيز) الذي كان إنساناً بمعنى الإنسانية في ذلك المساء.. وأباً بمعنى الأبوة الصادقة في تلك الأمسية.. ومسؤولاً بمستوى المسؤولية في ذات الموقف.. عاش الجو الأسري والإنساني بكل تفاصيله ثم تحدث بلغة الواثق بالله أولاً.. المؤمن بحكمته.. المطلع على تفاصيل البرامج الاجتماعية التي يزرعها هذا الوطن في كل زاوية من زوايا بلادنا الغالية خدمة لهذه الفئة.. وتخفيفاً من قساوة الظروف التي تعيشها.. تحدث بلغة المتفائل بأن هؤلاء سيظلون في عهدة الوطن.. وأبناء الوطن.. حتى يجدوا الطريق الممهد لهم نحو حياة كريمة.. عزيزة.. متفائلة.. قلت كان ذلك المساء درامياً من خلال فقرات الحفل الذي يحكي طابع الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية.. ولكن (فيصل بن بندر بن عبدالعزيز) ظل يتعامل مع المشهد بروح المؤمن.. روح الأب.. روح المسؤول.. بل روح الإنسان بفطرته الأصيلة.. .. صعد الأمير للمسرح لينهي فاصل الدراما.. ويبدأ فاصل آخر.. قبَّل الصغار على رؤوسهم.. رفع هاماتهم.. داعبهم في جو عائلي انفصل فيه الأمير عن كل البروتوكولات الرسمية وعاش مع الصغار جو الأسرة.. اتسعت الصدور وبدأ الفرح يدب والصغار ترتسم على محياهم بسمة طالما فارقت تلك الوجوه.. أصر (فيصل بن بندر بن عبدالعزيز) أن يصور معهم.. في وسطهم فتهافت الصغار نحو تلك اللفتة يحضنهم أميرهم المحبوب.. ويبادلهم الأحاديث الجانبية.. والسؤال عن الحال.. والأحوال.. كل هذا يحدث والحضور يرقب المشهد.. ويتابع الحالة.. ويحسد الأمير على هذه الروح الإنسانية التي قلب فيها الطاولة.. ورسم معالم الواقع الذي يجب أن يكون..!! .. لم ينته الأمير من إخراج المشهد فقد أهدت الوزارة لسموه باقة عطور عربية.. فكان الموقف الإنساني لسموه، فتح علب العطور وعطّر كل الوجوه الصغيرة.. مسح بالعطر على رؤوسهم وكان المشهد رائعاً وهم يتدافعون على سموه، كل يريد مزيداً من هذه الأبوة الحانية حتى لم يبق طفل (حوالي خمسين طفلاً) إلا وتعطر قلبه قبل ملابسه.. .. لك الله أيها الأمير الإنسان.. كم ملكت القلوب بذلك المشهد.. وتلك الروح.. وهذا التواضع.. كم سيظل ذلك المساء عالقاً بأذهان الصغار.. والكبار.. كم سيكون ذلك الموقف عنواناً لنظرية الجسد الواحد..!! كم نحن بحاجة إلى هذه الروح الأبوية مع تلك الفئات التي رسم لنا ديننا طريقاً نحوها مفروشاً بالورود..!! .. شكراً - سمو الأمير - على هذا الدرس.. على هذه الروح الإنسانية العالية.. وكم نحن بحاجة إليك (مخرجاً) لمشاهد عديدة تؤصل لمبادئ الإنسانية والوطنية.. والتسامح.. ومختلف المبادئ.. .. حفظ الله لنا وطننا أمناً يرسم في الثرى عزه وينقش في جبين الشمس مجده.. في ظل قيادة عاهدت فوفت.. حكمت فعدلت.. خططت فأنجزت.. حتى أصبحت درة في قلب العالم المتحضر..!!