ركبت سيارتي ذات اللون الأسود الداكن، فانطلقت بي مسرعة مخترقة تلك الشوارع الواسعة الرحبة، فأخذت أمعن بنظري في تلك الأشجار الخضراء العالية والأزهار المتفتحة ذات الرائحة العبقة التي تملأ الشوارع بزينتها.. ثم توقفت السيارة فجأة فيا للهول.. ماذا أرى أمامي؟! إنني أرى مساحة واسعة من الماء.. ما هذا؟! يا إلهي.. إنه البحر.. نزلت من السيارة ووقفت على أحد الصخور المتراكمة على شاطئ البحر.. وتركت لنظري العنان للتمعن في خلق الله.. ولكن.. ماذا أرى من بعيد؟! إنه قارب صغير يقترب مني.. ركبت فيه وأخذت أتجول في وسط البحر تتقاذفني الأمواج.. ولكن.. ولكن نفس الإنسان جُبلت على حب الاستطلاع.. فماذا يا تُرى يوجد تحت هذا الماء؟! ماذا لو ذهبت في رحلة إلى هناك؟! وما هي إلا لحظات حتى وجدت ما لم يكن في الحسبان.. إنها إحدى الغواصات لقد وقفت أمامي فركبتها وذهبت في رحلة إلى أعماق البحر.. فماذا يوجد هناك؟!! لقد شاهدت أشياء كثيرة لم تخطر على بالي أبداً.. لقد شاهدت النباتات المائية وأنواعاً كثيرة لا تعد ولا تحصى من الحيوانات الغريبة.. بعد ذلك.. عدت إلى شاطئ البحر.. ونظرت إلى السماء كانت الشمس تكاد أن تختفي خلف البحر.. وكان الشفق الأحمر يعكس لونه على البحر ليرسم عليه لوحة جميلة.. يا له من منظر رائع في غاية الجمال. وفجأة.. رن منبه الساعة ليوقظني فقد حان موعد ذهابي لعملي.. يالها من رحلة جميلة ماتعة، ولكنها كانت في الحلم وليست حقيقية.. فمتى ستتحقق وتصبح رحلة حقيقية.. هذا ما لا أعلمه.