قرأت في جريدتكم ليوم الخميس 18 من ربيع الآخر 1426ه والعدد 11928 تصريحا للأستاذ ناصر بن عبدالله الحميدي مدير عام الخدمات العامة بوزارة التربية والتعليم لتعليم البنات وقد حمل المعلمات مسؤولية الحوادث، وهذا ما أثار استغرابي، وكيف يصدر هذا من رجل أكاديمي قريب من الحدث ويعرف الظروف التي تمر على هؤلاء المعلمات، وقبل كل شيء يجب أن نعرف أن هذه الأمور جميعها مكتوبة على الإنسان، وأنا أحب أن أهمس في أذن أستاذي ناصر وأبين له أن ما يدفع هؤلاء المعلمات إلى التنقل لتلك القرى والهجر ولمسافات طويلة هي الحاجة لتلك الوظيفة التي أصبحت لقمة عيش هذه المعلمة ومن خلفها من طوابير بشرية، وهذه المعلمة التي تقضي يومها متنقلة ما بين هذه الهجر ليس من باب التسلية والترفيه ولكن لكي تؤمن مستقبلها ومستقبل من يهمها أمرهم، وبصراحة 100% من المعلمات لهم بصمتهم على حياتهم الأسرية، وذلك من مساعدة أسرهم في شتى أنواع المعيشة، وأنا لولا الله ثم هذه المعلمة لما استطعت أن أقود أول سيارة في حياتي، وبوجود هذه المعلمة المخلصة لربها ولعملها تجاوزنا أصعب المراحل، ويجب أن نقدر هذه الجهود التي نقطف ثمارها بكل خير، وبدلا من أن نفكر في وضع آلية لهؤلاء المعلمات في كيفية النقل والنظر في ظروفهن وتقديم المساعدة لهن، ونرفع آمالهم لكي يزددن حماساً مع حماسهن نواجههن بهذه التصريحات التي تزيد الطين بلة, ولنعلم أن هؤلاء المعلمات اللاتي يقطعن مسافات طويلة ليس لهن أي صلة ولا شفاعة في وزارة التربية، ولذا يجب أن نتكاتف ونفكر في كيفية تهيئة أجواء نفسية مناسبة لهؤلاء للمعلمات.