انفجرت قنبلتان في سوق مزدحمة في بلدة تنتنا شرق إندونيسيا أمس السبت مما أدى إلى مقتل 21 شخصاً في هجوم من المحتمل أن يزيد المخاوف من احتمال تفجر أعمال عنف طائفية من جديد في المنطقة. وتنتنا الواقعة في جزيرة سولاويزي جزء من منطقة أدت فيها ثلاث سنوات من الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين إلى قتل ألفي شخص إلى أن تم الاتفاق على اتفاقية سلام في أواخر عام 2001م. ومنذ ذلك الحين تقع اضطرابات بين الحين والآخر ولكن الهجوم الذي وقع صباح أمس السبت أسوؤها. وقال سوكيرنو نائب قائد شرطة إقليم سولاويزي الأوسط لرويترز: (قتل بالفعل 21 شخصاً، هذه هي المعلومات التي تلقيناها من المسؤولين في الموقع). وأضاف: (القنبلة الأولى انفجرت أمام سوق تنتنا في حين انفجرت الثانية بعد ذلك بنحو 15 دقيقة). وقال: إن نحو 20 شخصاً جرحوا من بينهم ضابط شرطة. وأضاف: إن الشرطة تتحرى عن نوع القنابل التي استخدمت في الهجوم وكيفية تفجيرها. وقالت محطة ايل شنتا الإذاعية إن الانفجار الثاني كان أقوى. وقال شخص لم يكشف النقاب عن اسمه للمحطة: (السوق كانت مزدحمة، إنها تقع في قلب البلدة، الضحايا نقلوا إلى المستشفى). وتركزت معظم أعمال العنف السابقة التي وقعت في سولاويزي في بوسو التي تبعد نحو 1500 كيلومتر شمال شرقي جاكرتا. وتنتنا تقع على بعد 40 كيلومتراً جنوبي بوسو. ووقع الانفجاران بعد تحذيرات بارزة من حكومات غربية من وقوع هجمات إرهابية في أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان على الرغم أن عدداً قليلاً من الأجانب هو الذي يجرؤ على دخول منطقة بوسو بسبب تاريخها في إراقة الدماء.ويوم الخميس أغلقت الولاياتالمتحدة كل بعثاتها الدبلوماسية الأربع في إندونيسيا بسبب تهديد أمني. ومن بين الهجمات التي وقعت ضد أهداف غربية وأنحى باللائمة فيها على الجماعات المتشددة تفجيرات نوادٍ ليلية في بالي في أكتوبر تشرين الأول عام 2002م أدت إلى مقتل 202 شخص معظمهم من الأجانب، وانفجار وقع في سبتمبر أيلول الماضي أمام السفارة الأسترالية في جاكرتا وأدى إلى مقتل عشرة. وقد توجه رئيس الشرطة الوطنية داعي بشتيار الذي يزور جنوب الجزيرة منذ الجمعة على الفور إلى مدينة تنتنا ذات الغالبية المسيحية التي شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة مواجهات عنيفة بين المسيحيين والمسلمين أودت بحياة أكثر من ألف شخص في العامين 2000م و2001م.وبالرغم من اتفاق سلام فرضته الحكومة في كانون الأول - ديسمبر 2001م استمر وقوع حوادث متفرقة من إطلاق نار وانفجار قنابل بين الطائفتين. وقد زعم تقرير للمنظمة الدولية (كرايزس غروب) العام الماضي معظم الهجمات ضد المسيحيين في المنطقة أن مجموعة (كومبازك) التي قال التقرير إنها إسلامية مقربة مما يسمى (الجماعة الإسلامية) المتطرفة التي تشتبه السلطات الإندونيسية بروابطها بتنظيم القاعدة.