فُجرت قنبلتان في سوق مزدحمة في بلدة تقطنها غالبية مسيحية في شرق اندونيسيا أمس، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وجرح قرابة 40 آخرين في هجوم من المحتمل أن يزيد المخاوف من احتمال تفجر أعمال عنف طائفية من جديد في المنطقة. وخلف الانفجاران أثار دماء ودمار بمدينة تنتنا الواقعة في جزيرة سولاويزي الشرقية وهي جزء من منطقة شهدت اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين على مدى ثلاث سنوات مما أدى إلى مقتل ألفي شخص حتى إبرام اتفاق سلام في أخر عام 2001. وهزّ الانفجار الأول سوقاً في تنتينا القريبة من بلدة بوسو الساحلية، وجاء الانفجار الثاني بعد قرابة 15 دقيقة وكان أقوى من الأول وأصاب فرع لمصرف راكيات أندونيسيا بي آر آي التابع للدولة بحسب ما قال الشهود. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 19 شخصاً وإصابة 32 آخرين. وعثرت شرطة مكافحة المتفجرات على عبوة ناسفة ثالثة خارج كنيسة في المنطقة وأبطلتها، بينما قامت بالبحث عن عبوات ناسفة أخرى. وأثار الانفجاران حالة من الذعر بين السكان ومرتادي السوق. وقال أحد السكان في تنتنا إنه شاهد ما لا يقل عن 15 جثة على الأرض في المركز الصحي في تنتنا، فيما أصيب ما لا يقل عن 30 آخرين في أعقاب الانفجار، وهو الأحدث من نوعه في المنطقة. وتوجه رئيس الشرطة الوطنية داعي بشتيار الذي يزور جنوب الجزيرة منذ الجمعة، على الفور إلى المدينة. وقال شخص لم يكشف النقاب عن اسمه:"السوق كانت مزدحمة. إنها تقع في قلب البلدة. الضحايا نقلوا إلى المستشفى". وفي مستشفى تنتنا، قال أحد الموظفين إن المستشفى تنقصها المعدات والطواقم المؤهلة للاعتناء بالجرحى. ومع ذلك، لم تتمكن الشرطة من تحديد سبب للانفجارين اللذين وقعا أثناء توجه السكان إلى السوق للتبضع مع بدء عطلة نهاية الأسبوع. وفرض طوق أمني على المنطقة فيما فتحت الشرطة تحقيقات في الحادثين. ويمثل المسلمون نحو 85 في المئة من إجمالي عدد سكان أندونيسيا البالغ 220 مليون نسمة، وهي أكبر دولة إسلامية في العالم. لكن نسبة السكان المسلمين إلى المسيحيين تكاد تكون متقاربة في بعض مناطق شرق البلاد، ومنها سولاويزي. وكانت الولاياتالمتحدة أغلقت الخميس بعثاتها الديبلوماسية الأربع في اندونيسيا بسبب تهديد أمني. ومن بين الهجمات التي وقعت ضد أهداف غربية وأُنحي باللائمة فيها على الجماعة الإسلامية تفجيرات نوادٍ ليلية في بالي في تشرين الأول أكتوبر 2002 وانفجار وقع في أيلول سبتمبر الماضي أمام السفارة الأسترالية في جاكرتا. ويأتي تفجيرا تنتنا في أعقاب هجوم شنه مسلحون على مركز للشرطة في جزر الملوك في شرق البلاد الشهر الجاري وأسفر عن مصرع خمسة شرطيين. وشهدت بوسو والمناطق المجاورة اشتباكات طائفية بين المسلمين والمسيحيين في عامي 2000 و2001 أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص. ونسب تقرير للمنظمة الدولية"كرايزس غروب"العام الماضي معظم الهجمات ضد المسيحيين في المنطقة إلى مجموعة"كومبازك"الاسلامية المقربة من"الجماعة الإسلامية"المتطرفة التي تشتبه السلطات الإندونيسية بروابطها بتنظيم"القاعدة".