فطرة إنسانية، والنفس تحب المكان الذي ولدت فيه، ونشأت بين أحضانه، وعاشت فوق أرضه وتحت سمائه، وتغذت على خيراته وشربت من مياهه. الإنسان يحب وطنه ويحافظ عليه ويعمل على تقدمه إن الحب الصادق للوطن تجلى عندما أخرجت قريش النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة، نظر إليها ودمعت عيناه وخاطبها بقوله ( والله إنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت). إن حب الوطن لا يتعارض مع ما يجده الإنسان من ميل قلبي لموطن نشأته فهذا الميل يتفق مع فطرة الإنسان إن حب الوطن تتجلى فيه كل معاني الحب والود ونبذ كل علامات الحقد والطائفية والعصبية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات هذه الأخوة تجعلهم جسدا واحدا متماسكا فالإسلام حرص على تدعيم الود في نفوس كل أبناء الوطن الواحد. حب الوطن يستوجب علينا أن نحارب الجهل فيه لأن أساس التقدم والرقي العلم، وكذلك نعمل على رفعته والنهوض به، والإحساس أنه مسئول عن هذا الوطن. لحب الوطن فلسفة ولغز كبير يصعب حله على الكثيرين، وهاجس يحتل فينا الفكر والعقل والمنطق والعشق الذي لا يفارق القلوب. الوطن ابتسامة عذبة ترسم علامات الجمال على الوجوه، وحنان جارف ينساب بين حبات رماله ليصافح أقدامنا، وساعد قوي يسند هاماتنا من السقوط والنزول إلى القاع، ونخلة تطرح كل يوم آلاف الثمرات لتملأ كل نفوسنا بالحب والاكتفاء والارتواء، والشبع حتى الثمالة لنقف من جديد ونبدأ رحلة البناء، الوطن هو الأب الوقور الذي بلغ في قلوبنا كل الحب والاحترام جنباتنا، وطني الحبيب.. أسعد الله أوقاتك في كل حين، وطني الحبيب لك منا الحب والولاء، ولك منا الطاعة والعطاء، وطني بدونك نحن غرباء ومن غيرك لا هوية ولا انتماء لنا، وطني بدفئك نستمد الحب والحنان، وباسمك وانتمائنا إليك، وطني لك كل الوفاء.. وسنعلن للملأ أننا نحيا بك وإليك دامت أيامنا جمعاء، ودامت أرضك خضراء ورايتك خفاقة تعانق السماء، ودام حب هذا الوطن في قلوبنا صافياً مثل الماء، فحبك يا وطني ليس له حد ولا ميعاد ولا يمكن أن يمثل حبك في الشعارات أو الأهازيج أو الغناء، نحبك يا وطني حبا يحتم علينا دون استثناء أن نعمل بجد وصدق وإخاء ولا نقبل أنصاف الحلول مع الجبناء، ولا استسلام ولا صلح مع الغوغاء، وسيعلم الجيل الجديد معنى العطاء وبجهود أبنائه البررة سيبقى وطني شامخاً معطاءً. حب الوطن يا إخوتي ليست رسالة ود ولا كلمة غرام.. حب الوطن إحساس.. عمل وإخلاص لا يمحوها نهار، حب الوطن دائم في قلوب الشرفاء. ولي وطن وجدت به نعيم العيش مقترنا إذا يدعو لتضحية بذلت الروح والبدنا سأحميه وأرفعه ليأخذ في العلا سكنا فيا وطني إذا ناديت من للبذل قلت أنا عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال E-mail: [email protected]