منذ عهدت نفسي لم انقطع عن الذهاب إلى (الفيضة) في كل عيد ومناسبة!! كانت فرحتي فرحتين.. فرحة العيد.. وفرحة زيارة جدي وجدتي هناك.. في مسقط رأسهما.. الفيضة!! بالنسبة لي.. لا أعرف أيهما أكثر أهمية.. جدي لل(الفيضة).. أم (الفيضة) لجدي.. فتعلق ذاك المسن بذلك المكان تعلقاً غير عادي.. أليس المكان الذي عاش فيه أجمل أيام عمره وأقساها؟! فطرقها لم تكن مفروشة بالورود.. ليشقها بعصامية يندر وجودها ! هذا وأكثر.. مارسمته عن جدي.. وأكدته زيارتنا المتكررة له.. فكثيراً ما عظمت هيبته في قلبي وكبرت.. كلما رأيته يتحدث.. فأحاديثه كانت توحي بكل ما قد يناقض الآخر.. الحزم واللين.. والقوة والشدة.. والحنان والعطف!.. عندما أعياه مرضه الأخير لم أصدق نفسي أنه هو مَنْ على السرير.. لم أعهدهه إلا واقفاً.. هل هزمه المرض؟! هل ذهبت قوة جدي التي أعرف؟ مَنْ يعلم؟! فهو لم يتحدث ولم يشكو!! ربما خوفاً مِنْ أن نقلق عليه؟! حتى في أشد لحظات مرضه.. لم يتخلَ عن المكان الذي أحبه!! هل فقد العيد بعضاً من فرحته؟! أعتقد غفر الله لجدي.. وأسكنه فسيح جناته.. وجمعنا به في مستقر رحمته.. آمين.