لا يزال (الإعلان) عن (العلماء) أنَّهم ينجحون في استنساخ أجنَّة بشرية هذا ما أوردته الصحف والوسائل الإعلامية عن بريطانيا.. * لكنَّهم من حيثٍ آخر لا ندري كيف يقارنون بين الزِّيادة البشرية التي يطمحون، وبين الفتك بأرواح من يقفون على أقدامهم فوق الأرض؟ * أليس هذا تناقضاً حاداً في تركيبة إنسان العصر الطامح حدّ الجنون المتضاد؟! هذا لكم أَمَّا ما هو لي فأقول: * كتبت سارة أحمد الغامدي: (ربَّما سيدتي تُدهشين حين أقول لكِ إنَّ هاجساً استدعاني كي أجمع ما كُتب عن تجربة القصة في بلاد الرَّافدين، وحين وجدت الكمَّ الهائل من عناوين القصص، وأسماء الذين كتبوها، ذهبت نحو الإنترنت، وكشَّافات المكتبة الكبرى في مدينة جدة، وجامعتها وهالني العدد الكبير... لم تكن تعنيني القصص، ولا القاصِّين... توقَّفت يا كاتبتي الغالية عند عبارة واحدة قرأتها لكِ ذات يوم منذ سنوات، وكتبتها في (أجندتي) الدائمة، أجدِّدها كلَّ عام تقولين: (الحياة قصة تتجدَّد، والإنسان في تركيبته الخَلْقية لا يتغيَّر، وبمثل ما تختلف تركيبة الإنسان في تفاصيلها، تختلف الحياة في تفاصيل قصَّتها الكونية الكبرى، لن تعجبوا إن قلتم ذات لحظة إنَّكم جميعكم تردِّدون مفاهيم ومسمَّيات متطابقة: الحياة، الحبَّ، الحرية، الإنسانية، الصِّدق، الخيانة، ال... ال... لكن من يأتي فيقول إنَّه تماماً يتطابق مع الآخر على مدى قصّة الحياة التي بدأت ولن تنتهي على الأقل بين يديْ أيّ واحد منكم فيما يشعر ويحسَّ، وكيف يتفاعل ويتعامل مع هذه المصطلحات، هي قصَّة طويلة ثريَّة، متنوِّعة اسمها الحياة، في مسرح لا حدَّ له، ولا مدَّ يتكسَّر عند سياجاته المتداخلة والمنبسطة)... هذا ما بين يديَّ لكِ، وحين شاهدت هذا الكمَّ من القاصِّين أدركت أنَّ الإنسان كما تقولين واحد يقصُّ وهو واحد يمثِّل ضمن قصَّة كونية كبرى... لذلك تأتي التَّفاصيل التي لا تتشابه على أيدي كتبة القصص.. سيدتي، إني والله أحبُّك فقد تعلَّمت كثيراً على قلمك. * ويا سارة، لو أنَّكِ الآن تدرين ما الذي فتحته لي رسالتك من منافذ كي أزداد قراءةً لقصَّة الحياة الكبرى...، نافذتي اللَّحظة أطلُّ منها على بقعة تقفين فيها كما شموخ النَّخلة كي تثمر عذوقك تمراً جنيَّاً، وحين يأتي النُّور بمثل ما أنتِ، فإنَّ لقصَّة الحياة طعماً جميلاً. لن تُنهي بنا الحياة، ولن نكون شهوداً على إغلاق غلافيْها، لكنَّنا سنبقى ممّن بيدهم أزاميل ينحتون في خطواتهم شيئاً يزخرف أوراقها. كوني يا سارة لوناً بديعاً في هذا الكتاب الكبير. وشكراً لك.. شكراً...