لم تكن زيارتي لحائل بحجم المتوقع مما شاهدت عيني، فعلى فراش أخضر دائم يولد في الربيع ويقهر بقية الفصول لحنا يعانق صفاء السماء، يمكن لأجمل لحظات الطبيعة أن ترسم صورتها الممتدة عبر أريج الخزامى. إنه المشهد الذي كتب له أن يبقى في ذاكرتي كما هو يجب أن يخلد في ذاكرة الوطن.. نخيل ساقفه، وتمور دانية القطوف قطعة من جنان الربيع، إشراقة في سماء تعج بوحي النقاء.. ساقتني قدماي إلى مجلس رحيب حيث دلال القهوة العربية الأصيلة، وعودة حاتم الكرم إلى أراضينا فكانت مضافة الشيخ سالم مطلق الجنيدي الشمري موطني لساعات مرت بسرعة عجيبة، اختفت وقائعها بحفاوة اللقاء، لتسرع الدقائق ذاتها وترسم لي ملامح شاعر من حائل رحت أردد إحدى قصائده المفعمة بالحب للوطن على لسان خالد ضيف الله الشمري صاحب هدية الذكرى لنردد سويا: يا بلادي ديرة المجد يا بلادي حبك يا وطن في فؤادي نموت بأرضك ونعادي المعادي عشنا بين أحبابك تحت علم كريم الأيادي شعارك السيفين ونخلة بلادي يا سعودية يا زهرة حب وردية يا خضرا العلم في وفاها عطور ندية احبك يا بلادي فيك تراث أجدادي ديرة المجد يا بلادي ما أجمل هذه الكلمات وهي تنحني مع قطوف نخيل حائل لتتغنى بالوطن الذي نحب ونعشق.. ونفدي. حقا قد أوفاها حقها من أطلق عليها (عروس الشمال) وحقا قد أوفت هي لكل زوارها هذا الحق. كرما عربيا أصيلا وإشراقة ضيافة سعودية. هل تريد أن ترى الصفاء عندما يعانق الجمال في أبها صور الخالق الكونية؟ إن كنت تريد رؤية ذلك فاجعل وجهتك حائل.