شيّع الفلسطينيون إلى مقبرة الشهداء في مدينة خليل الرحمن بالضفة الغربية، جثمان الشهيدة الفلسطينية المسنة (وداد محمد كمال القاعود 57 عاماً)، والتي استشهدت، متأثرة بجراحها بعد الاعتداء عليها من قوات الاحتلال أثناء مداهمتها لمنزل شقيقها في حي (الكرنتينا) في البلدة القديمة بالخليل. وكانت الشهيدة القاعود قد وصلت مستشفى عالية بالمدينة جثة هامدة، بعد الاعتداء عليها ليلة الجمعة الماضية في الساعة العاشرة مساء، عندما داهم جنود الاحتلال منزل شقيقها، وقاموا برشق المنزل بالحجارة والطرق على الباب بصورة وحشية وعنيفة. وأكد نجل الشهيدة (محمود أبو زهرة) أن والدته قامت بفتح الباب فعاجلها أحد الجنود الصهاينة بصفع الباب على رأسها وصدرها، ما أدى إلى إصابتها بغيبوبة ونزيف الدماء من وجهها وأنفها، لتفارق الحياة بعد نحو الساعة من وقوع الحادث، وقام جنود الاحتلال بتسليم جثمانها للإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الذي قام بنقله إلى مستشفى عالية في الخليل. وأكد نجل الشهيدة المسنة على أنه سيتقدم بشكوى ضد قوات الاحتلال التي اعتدت على والدته. إلى ذلك، واصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم الوحشية على منازل الأهالي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، وحاولوا الاستيلاء على بعض تلك المنازل بعد أن نكّلوا بأصحابها. وأبلغت مصادر محلية مراسل (الجزيرة) أن مستوطني البؤرة الاستيطانية (ابرهام ابينو) حاولوا اقتحام منزل أبو نجيب الشرباتي، القريب من البؤرة الاستعمارية، والاستيلاء عليه. وفي حي تل الرميدة وسط المدينة، هاجم مستوطنو البؤرة الاستيطانية (رمات يشاي) عدداً من أملاك ومنازل الأهالي بالحجارة، عرف منها منزل حسن رأفت أبو عيشة، ومنازل أخرى تعود لعائلة أبو هيكل. هذا، وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الإعلان عن التهدئة في الثامن من شهر شباط (فبراير) الماضي، خروقاتها لهذه (التهدئة)، حيث بلغت تلك الخروقات أكثر من 4828 خرقاً. واستناداً إلى معطيات رسمية فلسطينية تحصل عليها مراسل (الجزيرة) في فلسطين فإن انتهاكات قوات الاحتلال للتهدئة أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينياً، وإصابة 345 آخرين بجروح مختلفة، واعتقال أكثر من 800 فلسطيني، بينهم أطفال.وقد قام جيش الاحتلال بإطلاق النار على الفلسطينيين أكثر من 860 مرة، منذ الإعلان عن التهدئة، وقصف الأحياء السكنية الفلسطينية، ونفذت اقتحامات متكررة للمدن والبلدات لأكثر من 1400 مرة، في حين نصبت أكثر من 1100 حاجز لإعاقة الفلسطينيين عن التنقل بين القرى والمدن الفلسطينية. هذا، وبلغ عدد اعتداءات المستوطنين اليهود المسلحين ضد الفلسطينيين العزل أكثر من 153 مرة، في حين صادرت سلطات الاحتلال أكثر من 32 ألف دونم، وسلمت إخطارات لمصادرة أكثر من 10 آلاف دونم أخرى.