مستغلين الدلال غير المحدود الذي احاطتهم به حكومتهم، وسع المستوطنون نطاق اعتداءاتهم لتطال الضيوف الأجانب وليس فقط الفلسطينيين، حيث نفذوا خلال الساعات الماضية سلسلة من الاعتداءات الهمجية ضد وفود اوروبية في مدينة الخليل. فقد اعتدى مستعمرون من البؤرة المسماة «إبرهام أفينو» في البلدة القديمة من الخليل الليلة قبل الماضية، على وفد تضامني فرنسي، ضم ستة نشطاء سلام، بينما كانوا يتجولون في أحياء البلدة القديمة، فلجأوا إلى منزل المواطن نضال العويوي بهدف الحماية، غير أن المستعمرين هاجموا المنزل ورشقوه بالحجارة والزجاجات، وأطلقوا هتافات عنصرية معادية للعرب. وكان وفد نسوي أوروبي زار المدينة بغرض التضامن والاطلاع على أوضاعها، تعرض للاعتداء من قبل عصابات المستوطنين أثناء تواجده في «شارع الشهداء» (قرب الموقع الاستيطاني المسمى «بيت هداسا»). وذكرت مصادر فلسطينية، فإن وفدا ضم نحو 50 سيدة من منظمة «نساء بالسواد» الأوروبي، تعرض لاعتداء همجي لحظة وصولهن خلال جولة بالمدينة الى الموقع الاستيطاني المسمى «بيت هداسا»، حيث هاجمهن المستوطنون بالحجارة والخضار والبيض، ما أدى الى إصابة 3 نساء برضوض وكدمات، فيما أصيبت امرأة رابعة بانهيار عصبي. واثر ذلك، طلب جيش الاحتلال الذي سمح للوفد النسوي بدخول «شارع الشهداء» منهن مغادرة المنطقة بزعم «عدم قدرته على حمايتهن من هجمات المستوطنين». يشار الى أن الجولة التي نظمت للوفد هدفت الى اطلاعه على الأوضاع الصعبة والمأساوية التي يعيشها ابناء المدينة جراء الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة واعتداءات المستوطنين اليومية. وفي السياق ذاته فقد نال ابناء المدينة نصيبهم من العدوان، حيث شن عشرات المستعمرين في البؤرة الاستعمارية «رمات يشاي» في «تل الرميدة» وسط المدينة، هجمات واعتداءات منظمة على أهالي المنطقة. ونقل عن عائلة المواطن محمد أبو عيشة، المقيمة على بعد أمتار من البؤرة الاستعمارية، أن أكثر من 30 مستعمرا هاجموا 4 أفراد من العائلة وهم: محمد حامد أبو عيشة، تيسير محمد أبو عيشة، ونجليه محمد ورجاء، ورشقوهم بالحجارة على مرأى من قوات الاحتلال. وقد نشبت مواجهات في وقت لاحق بين المستعمرين من جهة، وقوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى، دون معرفة أسبابها وذلك بالتزامن مع عمليات رشق بالحجارة لعدد من منازل المواطنين في المنطقة. وكان شهد حي «تل الرميدة» اعتداءات مماثلة من قبل المستوطنين، الذين هاجموا ظهر أول من أمس، عددا من المنازل، بالحجارة والزجاجات، فيما تعرضت منازل قريبة من الحرم الابراهيمي وفي محيط «ميدان السهلة» الواقع الى الغرب، لاعتداءات مستعمري «ابراهام أبينو»، حيث استمرت الاعتدءات بصورة على مدار الليل وحتى الفجر. وقد اصيب الفتى حسن موسى أبو اسنينة ونقل الى المستشفى الحكومي وهو في حالة صعبة جراء عملية التنكيل الوحشية التي تعرض لها من قبل جنود ومستوطنين في «ميدان السهلة». من جهة اخرى، دهمت قوات الاحتلال فجر أمس الأحد بلدة الشيوخ شرق الخليل وشنت حملة تفتيش طالت العديد من المنازل اعتقلت خلالها الشاب عيسى صبح حلايقة، ليرتفع عدد الذين اعتقلوا في البلدة خلال الأيام العشرة الماضية الى 14 شابا. وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة قبل الماضية ثلاثة شبان من قراها بعد ايقافهم على حواجزها. والمعتقلون هم: كفاح نعيم حسن شواهنة من كفر ثلث وبكر عبد الرؤوف خالد من جيوس وأيسم عوني أحمد من عزون عتمة على صعيد آخر، كشف نادي الأسير النقاب عن قيام محققين في جهاز مخابرات الاحتلال بتعرية المعتقل أحمد الشرفا من مدينة طولكرم الأسرى في معتقل «كدوميم» بشكلٍ كامل أمام الجنود والمجندات. وأبلغ الأسير الشرفا محامي نادي الأسير عنان خضر، الذي التقاه يوم الخميس الماضي أن الجنود والمجندات استخدموه وسيلة للتسلية والاستهزاء والاستفزاز. وأوضح أن الحادثة وقعت قبل أسبوعين، حينما كان الأسير الشرفا يخضع للتحقيق في المعتقل المذكور.