سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة ..الأستاذ خالد بن حمد المالك.. حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد اطلعت في جريدتكم المباركة ص27 الأحد 22 من ربيع الأول 1426ه العدد 11903 على مقال الشيخ سعود بن عبد الله بن طالب بعنوان (من صفات معلم القرآن) وقد أجاد وأفاد جزاه الله خيرا وأثابه وسدد خطاه حيث حث على الإخلاص في تعلم القرآن وتعليمه، ففي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قالت تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن: قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها، قال ما تكرت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار) رواه مسلم والنسائي والترمذي. وروى أبو داود وابن ماجة بسنديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من النيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة - يعني ريحها) ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم. وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع سمع الله به ومن يراء يراء الله به) رواه البخاري ومسلم. وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال الرياء. يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره. وعن أبي سعيد بن أبي فضاله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمله الله أحداً فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك) رواه الترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك) رواه ابن ماجة واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواه ابن ماجة ثقات. وروى البيهقي عن يعلى بن شداد عن أبيه: قال كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. قال ابن القيم رحمه الله في النونية: والصدق والإخلاص ركنا ذلك التوحيد كالركنين للبنيان وحقيقة الإخلاص توحيد المراد فلا يزاحمه مراد ثان والصدق توحيد الإرادة وهو بذل الجهد لا كسلا ولا متوان والسنة المثلى لسالكها فتو حيد الطريق الأعظم السلطان فلواحد كن واحدا في واحد أعني سبيل الحق والإيمان هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم الصدق والإخلاص في القول والعمل إنه قريب مجيب سميع الدعاء وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عبد الرحمن بن صالح الدغيشم