إن من نعم الله عز وجل علينا جميعاً نعمة الأمن والأمان التي ينشدها كل مسلم غيور على دينه وأمته ووطنه في هذه البلاد المباركة، إن نعمة الأمن هي نعمة كبيرة وعظيمة لا يشعر بها إلا من فقد نعمة ذلك الأمر. إن الأمن مطلب الجميع، بل كيف يهنأ الإنسان بطعام وشراب ونوم ولذة للطاعة والعبادة بدون هذه النعمة العظيمة الغالية القدر. إن الإنسان ليعجب أشد العجب، بل كيف يرضى بتلك الأعمال الإجرامية التي تحدث في بلاد الحرمين الشريفين من قتل وتدمير للمتلكات وغيرها. إن هذه الأعمال الشنيعة التي حدثت مؤخرا في مدينة الرس بمنطقة القصيم لهي عمل لا يقره دين ولا مذهب ولا عقل بل تأباها النفس المستقيمة على دين الله سبحانه وشرعه بل ترفضه أشد الرفض وتأبى ذلك. إن العاقل المدرك يستنكر هذه الأعمال التخريبية التي يقوم بها فئة ضالة عن الطريق المستقيم من ترويع للآمنين ومحاولة قتل رجال الأمن الذين يسهرون على راحة الجميع ويقدمون الجهود الكبيرة لخدمة دينهم ووطنهم. إن تلك الأعمال الإجرامية، وهي بلا شك تفرح الأعداء وتقوي شوكتهم بخلاف المسلم حقا فإنه يحزنه ذلك العمل أشد الحزن وهو يرى قتل الأبرياء، والله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس المؤمنة بغير حق، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخروج على ولي الأمر وذلك بشق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة بل أمر وحث على لزوم الجماعة بل على المسلم أن يلزم جماعة المسلمين ويكون معهم يدا واحدة مع قيادتهم وعلمائهم وطلبة العلم فيهم ويكونوا جميعا عيونا ساهرة على أمن البلاد المباركة. فالإسلام دين السماحة والوسطية والاعتدال لا دين العنف والإرهاب، بل الإسلام يرفض هذه الأعمال المشينة التي تهدر المكتسبات العامة وتروع الآمنين وتقتل الأنفس المعصومة وتتعدى على حرمات الآخرين وزعزعة الأمن. فإن المملكة بحكم دستورها ومنهجها تحترم الإنسان المخلوق إذ له حقوق وحرمته أيا كان دينه وعرقه...فأي قبول لناشر الفوضى والاضطراب ومهدر الحقوق ومرخص النفوس والدماء والأعراض؟!.والإرهاب بمفهومه وحدوده هي كلمة محصورة مقصورة في تخويف الناس بالقتل والتخريب والتعسف والسلب والسعي بالأرض بالإفساد وهي بلا شك إزهاق للأرواح وإراقة الدماء المعصومة من غير سبب مشروع. إن كيان هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين قام واستقام على ثمرة من الدين والخيرة والعلم والعمل. رسالة أوجهها إلى جميع أبناء هذه البلاد المباركة أن ما حدث سيزيدنا إيماناً بالله وقوةً وثباتاً وتلاحماً ضد كل من أراد بوطننا سوءاً وحسبنا الله ونعم الوكيل.