دأب الزميل سعود عبد العزيز على مناكفة الهلاليين واستفزازهم عبر مقالاته وموضوعاته الصحفية المختلفة، وكان يتعمَّد غالباً إيراد معلومات خاطئة ومغلوطة يؤيد بها كلامه عندما لا يجد ما يدعمه على أرض الحقيقة والواقع.. وقد تعب المعقبون على سعود في إيضاح الحقائق التي يتعمَّد القفز عليها، أو كشف الأخطاء التي يتعمَّد إيرادها. ومساء السبت الماضي وعبر القناة الرياضية ومن خلال برنامج (المواجهة) قدَّم الزميل سعود للهلاليين أكبر خدمة إعلامية من حيث لا يقصد، حيث أجرى مداخلة عبر الهاتف مع البرنامج الذي استضاف الأستاذ عبد الله الدبل، واعترض سعود خلالها على موقف الدبل المؤيد لاستحقاق الهلال للقب فريق القرن، ودلل سعود على ذلك بقوله إن الهلال سبق أن حصل على بطولة آسيوية دون أن يلعب..!!! وطالب بأن يذهب اللقب للنصر بوصفه من مثَّل القارة الآسيوية في بطولة أندية العالم..!! وقد جاءت الردود على عكس ما يتوقعه، أو يتمناه سواء من قِبل الدبل، أو من المتصلين بالبرنامج.. حيث قال الأستاذ عبد الله الدبل إن النصر نفسه سبق أن كسب مباراة في بطولة الأندية الآسيوية رغم أنه لم يلعبها وكانت أمام (إلمي) الكازاخستاني لظروف يعلمها الجميع..!! وأضاف الدبل أن الهلال كفريق يُعتبر متأهلاً وواصلاً لبطولة أندية العالم التي كان من المقرر إقامتها في إسبانيا، وأُجريت قرعتها، ولكنها لم تقم لمشاكل حدثت بين الفيفا والمموِّل الرئيس للبطولة، وليس ذنب الهلال أن البطولة لم تقم، ولكنه يبقى واحداً من الفرق التي تأهلت إلى بطولة أندية العالم، كما صحح عدد من المتصلين بالبرنامج المعلومة المغلوطة التي أوردها سعود بأن الهلال سبق أن فاز ببطولة آسيوية لم يلعبها، حيث أكدوا أن البطولة المقصودة قد فاز بها الفريق الياباني يوميوري رغم ان المباراة النهائية لم تقم لانسحاب الهلال الطرف الثاني في المباراة نظراً لمشاركة أكثر من تسعة من لاعبيه مع المنتخب في ذلك الوقت، وقد فرض على الهلال أن يلعب بمجموعة من الناشئين ففضَّل الانسحاب.. ومن الواضح أن الزميل سعود قد قلب الحقيقة في هذا الموضوع. ولا شك أن الزميل سعود تمنى لو لم يتداخل في البرنامج، أو يطرح رأيه لكي لا تنهمر عليه هذه الحقائق كالموج الهادر.. فهو أولاً أثار قضية مباراة (المي) الكازاخستاني التي لا يحبذ أي نصراوي الحديث عنها لسبب بسيط قاله الأستاذ الدبل، وهو النصر قد كسبها دون أن يلعبها..! كما زاد الدبل بأمر آخر وهو إعلانه بأن فريق الهلال يُعتبر من الفرق العالمية، وأنه محسوب ضمن الفرق التي وصلت لبطولة أندية العالم.. وهذه معلومة لا شك أنها تكدِّر خاطر الزميل سعود مثل سابقتها، ولا يقل عن ذلك التصحيح الذي جاء عبر مشاهدي البرنامج من المتصلين للمعلومة المغلوطة التي أوردها بشأن حصول الهلال على لقب بطولة لم يلعبها..!! ومن المؤكد أن الزميل سعود عبد العزيز لم يخسر في مداخلته تلك تماماً، لأنه قد خرج منها بفائدة كبرى، وهي معرفته بعد هذه التجربة أن المشاركة التفاعلية عبر البرامج التلفزيونية المباشرة خطيرة جداً، وتضع المشارك فيها على المحك لأن آراءه ستجد من يستقبلها ويرد عليها في نفس الوقت، وليست مثل الصحافة مثلاً التي يكون رجع الصدى فيها بطيئاً نوعاً ما، ويمكن من خلالها أن يقول الكاتب ما يشاء دون أن يجد من يفنِّد آراءه، أو يرد عليها في نفس الوقت.. وإذا كان الزميل سعود يجد في الأعمدة الصحفية مجالاً لتمرير الكثير من آرائه غير الصحيحة، ومعلوماته المغلوطة، فإنه لم يتنبه إلى أن التلفزيون مختلف تماماً، وبالأخص إذا كان البرنامج مباشراً مع الضيف أو المشاهدين.