قد يحسب البعض ان زيارة المسؤول للبقعة التي يستهدفها بالجولة تأتي من باب الترف وإقامة بعض المظاهر، غير أن من أراد أن يعلم البعد الحقيقي لتلك المناسبات التي اعتادها ولاة الأمر بدءاً من أعلى مسؤول في الهرم القيادي أو الإداري، فليقرأ ذلك في وجه المسؤول الأول في المنطقة أو المحافظة.. وأقصر حديثي هنا على مستوى المحافظات لأواكب زيارة المسؤول الذي أعنيه والمحافظة التي أقصدها.. وهي محافظة بلقرن مسقط الرأس التي نرى محافظها وهو يصول ويجول بتوجيهاته ويبرز الجهود المبذولة مما يمليه الواجب المناط به وتحسباً لمحاسبة المسؤول له عن بعض الملحوظات التي قد يراها أثناء تفقده للمحافظة مما يهم القيادة والحاكم الإداري والمواطن وخاصة ما له علاقة بالامور الخدمية والصحية والأمنية وإلى ما لا نهاية مما ينشده المقيم على أرض المحافظة. أقول هذا وقد عشت تلك المسؤولية بحلاوتها التي كنت أجدها وأنا أقدم خدمة لبلادي وقيادتي واخوتي المواطنين في ذلك الجزء الذي حمّلت مسؤوليته كمحافظ لإحدى محافظات بلادنا الغالية، ولا أنسى المرارة التي كنت أتجرعها عندما أبحر في معالجة بعض المهام أو أقف أمام المسؤول الذي لا يعجبه الحديث عن المنجز بقدر ما يهمه مشاهدته ماثلاً في المستوى الذي رسمته القيادة وينشده المواطن، وهو بذلك يؤدي واجباً تحمله هو الآخر أمام ذروة سنام هذا الكيان مما يخشى معه الحساب عن أي قصور لا قدر الله لتبقى المسيرة في تقدم اعتادته وتطور تطمع فيه كهدف ليس بعيد المنال على ذوي الهمم المخلصة ليتحقق المزيد مواكبة للطموحات ومسايرة للتطور الذي يتطلب المزيد من التنبؤ بخطط متفائلة لمدى طويل. ومن هنا تأتي جولات العمل الرسمية التي تصب في هذا الاتجاه، حيث تستقبل محافظة بلقرن بمراكزها وقراها ووهادها وجبالها الشم ورجالها الاباة بين الحين والآخر جولات متعاقبة من هذا القبيل فعلى مستوى قمة الهرم لازلنا نذكر فنشكر جولة عضيد الفهد سمو ولي العهد، ومن معه من رجالات الدولة والتي قابلهم فيها رجال المنطقة ومسؤولوها بشكل عام وأبناء محافظة بلقرن بشكل خاص في تظاهرة فريدة لا أقول قل ان يشاهدها أي مسؤول في أي زمان ومكان من بقاع الأرض ولكني أجزم بعدم وجودها بذلك المظهر والمخبر، فمظهرها تواجد جماعي كثيف أخرجت فيه المحافظة أناساً مدججين بالأسلحة الفردية كعادتهم في أفراحهم المعبرة تترنح سيوفهم والخناجر، طرباً بالمقدم الميمون ومع أن ذلك لا يسمح به في أي بلد آخر تحسباً للنواحي الأمنية إلا أن أبناء هذه المحافظة كغيرهم من أبناء المنطقة لم يقل لهم لا، ولم يفصل بينهم وبين المسؤول ومرافقيه بأي فاصل أمني ثقة يأتي هذا المشهد ليؤكدها. وجنت المحافظة ثمار تلك الجولة ومازالت وكمثال فقد تقدمت آنذاك على سموه طفلة باسم اخواتها في محافظة بلقرن تنشد مواصلة الدراسة الجامعية في أحضان المحافظة وتحلم وقريناتها بكلية فقال لها عبدالله ابشري وبشّري عني بذلك. وتحقق الحلم ووفى ولي العهد بالوعد.. أما على مستوى الجولات المتعاقبة للحاكم الإداري للمنطقة فلقد شرفت محافظة بلقرن بتواجد أمير محافظات المنطقة ومراكزها بلقاء جمعه بالموطن وشيوخ القبائل ونوابها وعمدها ومديري الإدارات ورؤساء المراكز ومحافظ المحافظة. الذي قدّم له على مرأى من الجميع كشهود عيان لما يجري في محافظتهم إذ نوقشت المنجزات السابقة والاحتياجات المستقبلية بكل شفافية وبدون أدنى سرية. وفتح بعض المشاريع وأسس البعض الآخر ورسمت الخطوات للتطوير والتحديث الذي لا توقف عجلته. وقد استقبلنا مؤخراً سيداً آخر من أشبال تلك القيادة وأحد نوابها الجدد الذي أتى متعرفاً على جغرافية أرض سيتعامل مع قضاياها ويتابع بالأوراق والاتصالات جميع شؤونها إذ لن تكون المعلومات واضحة إلا من خلال المشاهدة التي تعطي المسؤول بعداً آخر يتم من خلاله التوجيه كما يفتح سموه بعض مشاريع الخير ويؤسس للبعض الآخر ويتدارس مع الجميع المزيد من التطوير بما يتماشى مع احتياج المستقبل الواعد فمرحباً بسمو الأمير الشاب فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة ونتمنى له إقامة طيبة وعوناً دائماً وخطى مسددة. ونحمله شكرنا للقيادة التي نقدر لها كل الجهود ونتمنى لها دوام الرفعة.