أدلى حوالي نصف مليون مواطن فلسطيني بأصواتهم في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي تشمل 84 بلدة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع توقعات بتقارب النتائج بين الفصيلين الرئيسيين المتنافسين وهما حركة حماس ومنظمة فتح.. وتضم الضفة الغربية 245 مركز اقتراع وقطاع غزة 75 مركزا ودعي اكثر من 400 الف فلسطيني إلى المشاركة في هذه الانتخابات التي تشكل الاختبار الاخير لحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في تموز - يوليو. وتجري هذه الانتخابات وهي المرحلة الثانية من عملية بدأت في كانون الاول - ديسمبر على أن تشهد مرحلتها الاخيرة في آب - اغسطس، في 76 دائرة في الضفة الغربية وثمان اخرى في قطاع غزة. وتجري هذه المرحلة في خمس مدن فقط هي بيت لحم وقلقيلية وسلفيت في الضفة الغربية فضلاً عن رفح وبيت لاهيا في قطاع غزة.. اما بقية الدوائر فهي بلدات وقرى. ويشارك الفلسطينيون فوق سن الثامنة عشرة في عملية الاقتراع هذه لانتخاب 906 مستشارين بلديين من بين 2519 مرشحا بينهم 399 امرأة. ويترشح هؤلاء على لوائح تدعمها مجموعات سياسية، ولا سيما حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وانتهت الحملة الانتخابية التي بدأت في 21 نيسان - ابريل، منتصف ليل الثلاثاء. وبدا الإقبال واضحاً على صناديق الاقتراع في مدينة رفح أكبر مركز انتخابي في قطاع غزة حيث يتسابق المرشحون على توفير مواصلات مجانية للناخبين لتسهيل وصولهم إلى مراكز الاقتراع. واصطف الناخبون أمام مركز اقتراع اقيم على انقاض أحد المباني التي دمرتها القوات الاسرائيلية خلال عمليات توغل سابقة. وقال عبد المعطي زعرب ليونايتد برس انترناشيونال: إنه سيعطي صوته للشخص المناسب والقادر على خدمة المدينة التي انتهكها القتل والدمار، لكنه رفض الكشف عن القائمة التي سيصوت لها واكتفى بالقول (سأنتخب من يرفع لواء الاسلام والعدل في رفح). ولن يكون الامر سهلاً على الفائز في تلك المنطقة بالذات فقد تعرضت رفح ومخيمها لغارات اسرائيلية كثيرة أتت على البنية التحتية وأسفرت عن هدم مئات المنازل بحجة تدمير أنفاق يستخدمها الفلسطينيون لتهريب السلاح. وتعتزم اسرائيل البقاء في محور (فيلديلفيا) وهو قطاع ضيق يقع بمحاذاة الحدود الغربية لرفح مع مصر بعد تنفيذ خطة الانفصال أحادية الجانب في صيف العام الحالي بهدف منع تهريب اسلحة من مصر إلى اراضي السلطة الفلسطينية. ويتوقع محللون نتائج متقاربة في انتخابات أمس حيث حاولت حركة فتح الاستفادة من خسارتها أمام حماس في الجولة الأولى للانتخابات المحلية التي جرت في يناير كانون الثاني باختيار مرشحين يتمتعون بسمعة طيبة.ويشرف على سير العملية الانتخابية وفد من مجلس اوروبا فضلاً عن 80 عضواً منتخباً وممثلا عن بلديات فرنسية واسبانية وايطالية وهولندية. وأعلن المعهد الوطني الديموقراطي الاميركي إرسال وفد مراقبين دوليين إلى الاراضي الفلسطينية، وسيرأس هذا الوفد النائب النرويجي السابق بيارت تورا والسناتور الكندي من أصل لبناني مارك حرب. وجرت المرحلة الاولى من هذه الانتخابات في كانون الاول - ديسمبر في 26 دائرة في الضفة الغربية وفي كانون الثاني - يناير في 11 اخرى في قطاع غزة. وحققت حركة حماس التي كانت تشارك للمرة الاولى في انتخابات فلسطينية فوزاً ساحقاً في قطاع غزة وتقاسمت الفوز مع حركة فتح في الضفة الغربية. وبذلك تشكل انتخابات الخميس اختبارا أخيرا لحركتي فتح وحماس قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 17 تموز - يوليو التي ستشارك فيها حماس للمرة الاولى. وأظهر استطلاع حديث للرأي ان نسبة التأييد لفتح انخفضت إلى 36 في المئة في مارس آذار مقارنة بنسبة 40 في المئة اواخر العام الماضي في تراجع مستمر، بينما ارتفعت نسبة التأييد لحماس إلى 25 في المئة بدلاً من 18 في المئة.