عنوان قصة قصيرة تقول إن زهرة سقطت ذات يوم من شرفة الدار.. راحت تتهادى في نزولها وكأنها لا تريد أن تلامس الأرض فهي موحشة ملطخة بالوحل..! الزهرة بطبعها تخاف الذر فهو يقطع أوصالها ويبعثرها.. يأتي على جسدها.. إنه يسرع في حملها على أكتافه إلى بيوته كلما رآها..! كانت تلك الزهرة زهرة ليلى.. الصبية الصغيرة.. وكانت تحنو في شرفتها إلى جوارها.. نزلت مسرعة مع الدرج بعد أن رأتها تسقط.. أدركتها ملقاة هناك على وجه الأرض ملطخة بالوحل.. رأت مجموعات النمل المدججة بالقوارض الحادة وقد أتت على بعض أوراقها وتركتها مضرجة بالحمرة.. تمكنت من تخليصها من بينهم وصعدت تحملها إلى الشرفة.. وفي الشرفة شهقت بالبكاء.. لقد تذكرت صديقتها الوفية التي رحلت عن الدنيا.. كان لهذه الصديقة شرفة هي الأخرى.. وكانت لها زهرة تحنو إلى جوارها.. لكنها سقطت - الزهرة والصبية - سقطتا معاً حينما أوقدت الحرب على (بغداد).. على حيها الصغير الساكن.. على شرفتها الصامتة..! ظلت تبكي حتى المساء وفاء منها على الراحلة..! جففت الزهرة ووضعتها بين دفتي دفترها.. كتبت: كم من زهرة وصبية في عمر الزهرة سقطن من شرفات بغداد.. تسقط الزهرة على وجه الأرض وتداس بلا رحمة.. ويسقطن الصبايا مثلها مضرجات بالدماء.. لا فرق..!