قضية ذات أهمية كبرى في بيئتنا الاجتماعية لمالها من مكانة رئيسية بين أفراد مجتمعنا المسلم لكونها حلقة تواصل وترابط بينهم لأن العلاقة بينها تحكمها القرابة سواء كان من نسل أو رحم أو فخذ أو انتماء أسري أو أي قرابة أخرى، هناك علاقة اجتماعية أخرى كالصداقة والزمالة والأحباب والمعارف الأخرى، وغير ذلك كله يجمع عناصر بشرية يسودها الحب والتآلف وتبادل المشاعر الصادقة- إن شاء الله-. وفي وقتنا الحاضر غيرت معالمها الظواهر الغريبة التي غيرت مفاهيم عقول ركيزة هذا الوطن ورجال مستقبله هل هذا الغزو نظرات من أفكار بعض شباب هذا المجتمع المتماسك الطيب.. إن المطلع على مسيرة الشباب الاجتماعية يدرك الاختلاف في مجموعة كبيرة من الشباب ليس له حضور للدعوات سواء مناسبات أعياد أو زيجات، وكذلك مناسبة ولائم كبيرة أو صغيرة أو حتى مع الأسف وبكل ألم زيارة بر للأجداد أو صلة رحم قريبة جداً من عم وخال، وغير ذلك لماذا كان في السابق الدعوة لو كانت بسيطة يستجاب لها، أما في الوقت الحاضر أصبحت الدعوات هامشية وكأنها موجهة لمن أراد القيام بها. هناك تساؤل غريب ومثير وعجيب أيضا ًتجد أن بعضاً من الشباب لا يمكن التأخير عن الحضور عمن تتلهف إليه قلوبهم سواء الشلة والاستراحات أو الشقق مع من لهم حضور يومي. اختلفت تقاليد وعادات في مجتمعنا وبيئتنا عما كانت عليه في الوقت السابق عهد الآباء والأجداد وحتى إلى وقت قريب غير بعيد الذي حول هذه الظاهرة الايجابية إلى نقطة سلبية، هو أن ظروف الحياة وتحولاتها ومجرى تغيراتها واختلاف أنماطها افتقد منها شيء من اللذة والنكهة ألا وهي التواصل والزيارات بين الأقارب والمعارف، وخاصة الكبار، وبما أن الشباب هم أساس المجتمع وعموده الذي يتكىء عليه، وقلبه النابض فإنه للأسف ان الجيل الحالي من بعض شباب هذا اليوم أصبح من غير معرفة واطلاع وعزيمة وهمة والتعرف على القريب والبعيد أو الاهتمام بصلة الارحام والأقارب، وكذلك المعارف لماذا هذا التغير؟ ما أسباب هذا الاختلاف ما وراء هذا الجفاء؟ سؤال محزن مؤثر يبحث عن إجابة بعدت بها الحياة عبر مسافتها الزمنية في مواقع غير مكانها الأصلي. ويا للعجب لهؤلاء حيث لا يمكن تفويت هذه الجلسات والسامريات بين فئة من المجموعة التي تتخللها الإيثارات والنقاش والفراشات والمدخلات والصراخات والصراعات والاهتمام بالمأكولات والمشروبات، كل هذا ما يهتم به الشباب في هذا العصر، وهذا أمر قد يكون لا بأس به إذا حسنت النية والبعد عن الأمور الرديئة مثل الفضائيات التي لابد للريموت من تواصل في التقلب والتعقب على المحطات غير الشاشة الفضية، ومن محطة إلى محطة ولكن الخوف والخجل من المحطات السلبية والمخزية ولا أغفل جانبا مهما وهو الأحبة. حيث ان هناك بعضاًمن الشباب يتعلق بشباب آخرين فتجده دائماً محلقاً في سمائه ومنهمكاً في أطباقه وهذا لا عيب فيه إذا حسن النية في هذا الترابط الأخوي. لكن ما ذكر من هذه التيارات وراء انسياق الشباب لها نظراً لما تمثله من مغريات ومحظورات، وتملك، وهذا لا يعني الوقوف ضد ذلك، ولكن لماذا لا يعطى هؤلاء الشباب ولو جزءا بسيطا لمن لهم حق التواصل من زيارة أو إجابة دعوة أو صلة رحم أو اطمئنان على مريض من كان يصدق حتى في الأعياد لا تكون الصلة الا في جمعته الصباحية المعتادة، هذا إن لم يكن معدوما عند البعض يوم العيد عند البعض يكون استعدادا للسفر أو الرحلات الصحراوية وبكامل النشاط والقوة والبهجة!! هذا ما يتصرف به فئة من الشباب حتى ان منهم من لا يكلف نفسه حتى بالاتصال. وهناك مجموعة أخذت على عاتقها وسهلت مهمتها سواء في الأعياد خاصة أو غيرها عبر الاتصال المتنقل (الجوال) الذي دخل مجتمعنا منذ فترة قصيرة بديلاً عن العناء لمن لهم الحق للعناء والوصول. لماذا الركض للرحلات والسفريات والاهتمام واللهفة للأحبة والأخلاء أمر معتاد والمزاحمة مع شلة الاستراحات والشقق شيء ضروري؟ والاستجابة للحث الاسلامي في مشاركة أفراح الأعياد ومناسبات الزواج وغيرها وصلة الرحم التي أمر الله بها لا تؤدى وإن أديت فيها بشق الأنفس وزيارة المريض واتباع الميت ليس لها أهمية، وكأنها أمر عادي ليس لها نظرة عين اعتبارية، وغير ذلك من الموجود في قاموس هؤلاء الشباب. والمتأمل منهم أنهم- إن شاء الله- ليسوا بأعداد كبيرة وكثيرة وهم قلة لأن أي شاب عليه العقد والتفاؤل لأنهم لكونهم عماد الأمة ومستقبلها بعد الله التي تقوم عليه وتنهض على كتفه وتشمر عن سواعده وتعتز بشجاعته وتتصلب على قوته وتزدهر بعطائه وغير ذلك. هذا ما يرجوه كل مجتمع في شبابه، والأمل كل الأمل في الله أن يكون شباب الإسلام عند حسن ظن مجتمعه وأمته.