قد لا يبدو لشعر الرأس أي قيمة ضمن وظائف الجسم الحيوية، غير أن قيمته الجمالية بالنسبة للإنسان خاصة للإناث، تفوق التصور، وكثرته في أماكن غير مرغوب بها تسبب قلقاً وتوتراً بل أمراضاً نفسيةً بنفس القدر الذي يسببه قلة الشعر وتساقطه. قد لا يتسع المجال هنا لشرح أسباب تساقط الشعر كلها، ولا للدخول في تفاصيل كثيرة حول أنواع التساقط الكثيرة، لذا سيكون موضوعنا حول تساقط الشعر الطبيعي بشكل زائد وهي حالة شائعة بين الذكور والإناث. يتساقط الشعر بشكل طبيعي كجزء من دورة حياة بصيلة الشعر، التي تشابه حياة الإنسان فمن طفل صغير إلى شاب يمتلئ حيوية، ثم إلى كهل تنتهي حياته بالموت مع فارق أن حياة بصيلة الشعر تتجدد تلقائياً بعد فترة زمنية تختلف باختلاف موقع بصيلة الشعر. لذا نجد طبيعياً أن تتساقط ما يقارب 80 - 100 شعرة يومياً من فروة رأس الإنسان. في حالات معينة يزداد السقوط الطبيعي إلى أرقام عالية قد تقلق الشخص المصاب حيث يلاحظ كتلة كثيفة من الشعر المتساقط خاصة بعد الاستحمام أو تمشيط الشعر مما يتطلب ساعتها مراجعة الطبيب المختص خوفاً من تساقط الشعر كله. يظهر هذا التساقط الزائد في أغلب الأحيان بعد 3 أشهر من أوضاع وحالات مرضية نجمل أهمها : 1- بعد الولادة. 2- بعد نزف الدم الحاد والكثير. 3- بعد الحميات وارتفاع حرارة الجسم بشكل عالٍ ولفترة طويلة نسبياً. 4- بعد العمليات الجراحية. 5- بعد صدمة نفسية حادة. 6- بعد اتباع برنامج قاس لإقلال الوزن. وكما ذكرنا فإن التساقط الزائد يبدأ عادة مع الشهر الثالث حيث يتصاعد تدريجياً ثم يعود بعدها الشعر إلى وضعه الطبيعي (إذا انتهى العامل المسبب) خلال 9 أشهر. تتركز المعالجة في مثل هذه الحالات على: 1- التأكد من أن تساقط الشعر لا يمثل حالة مرضية دائمة وهو ما يقوم به الطبيب المعالج عادة بفحص فروة الرأس والتأكد من خلوها من الأمراض الجلدية المسببة لتساقط الشعر ومدى حيويتها. 2- إزالة ومعالجة أسباب التساقط إن وجدت فمعالجة الأسباب كفقر الدم وارتفاع حرارة الجسم وغيرها قد يساعد على الإسراع في عودة دورة حياة بصيلة الشعر إلى وضعها الطبيعي بسرعة. 3- بث الاطمئنان في قلب المريض، حيث يساعد ذلك على إزالة التوتر المصاحب لتساقط الشعر(الذي قد يؤدي إلى إطالة مدة تساقط الشعر)، كما يؤدي إلى تقبل المريض لمثل هكذا تساقط طيلة الأشهر المقبلة. وتفهم المريض لهذه الحالة يمنعه من استخدام مستحضرات لا داعي لها. 4- قد يساعد في بعض الحالات استخدام مستحضرات طبية كمنشطات بصيلات الشعر وبعض المقويات كأقراص الحديد والفيتامينات، التي يرى الطبيب المعالج ضرورة تناولها. من الواضح إذن أن التعاون والثقة المتبادلة بين الطبيب والمريض ستساعد قطعاً في حل هذه المشكلة لتنهي بذلك قلقاً غير مبرر وتؤدي إلى نهاية سعيدة في مثل هذه الحالة. * استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر