في مثل هذا اليوم من عام 1980 تولى علي ناصر محمد رئاسة اليمن الديموقراطية. واليمن بلد مليء بالعديد من التطورات الديناميكية التي شهدت العديد من الأحداث على مدى التاريخ. فقد حكم الأئمة الزيديون اليمن على نحو متصل منذ عام 1592م - 1000ه إلى عام 1382- 1962، وقد حكموا اليمن على فترات متقطعة منذ منتصف القرن الثالث الهجري وتخلل هذه الفترة حكم الأيوبيين العثمانيين والإسماعيليين الصليحيين. وكان نظام انتقال السلطة وراثياً لكنه لم يخل من العنف، وفي عام 1918 تخلى العثمانيون عن اليمن نهائياً وكان يحكمه الإمام يحيى الذي لقب نفسه بالملك. وفي عام 1948 قاد عبد الله بن أحمد الوزير وهو من الأشراف الهاشميين ثورة مسلحة على الإمام يحيى الذي قتل وتولى الوزير الحكم، ولكن أسرة الإمام استعادت الحكم بعد فترة لم تتجاوز الأسابيع الثلاثة، فقد تمكن سيف الإسلام أحمد بن يحيى حميد الدين من تأليب القبائل وحشد قوة مسلحة من مقر إقامته الحصين في (حجه) واستطاع استعادة حكم أبيه في صنعاء.وفي عام 1955 استولى على العرش عبد الله بن يحيى شقيق الإمام أحمد ولكن استعاد العرش بعد خمسة عشر يوماً، وتعرض أحمد لمحاولة اغتيال عام 1961 نجا منها لكنه أصيب إصابات بالغة توفي على إثرها عام 1962 وخلفه ابنه الإمام محمد البدر الذي لم يمكث في السلطة سوى ثمانية أيام، فقد أطاح به انقلاب عسكري بقيادة السلال. وانتقلت السلطة في اليمن الشمالي من النظام الملكي (الأئمة الزيديون) إلى النظام الجمهوري عام 1962 بعد ثورة مسلحة قادها المشير عبد الله السلال بمساعدة مصر، وشهدت اليمن منذ ثورة 1962 اضطرابات وصراعات سياسية داخلية بين شطري اليمن، وفي عام 1967 نحي عبد الله السلال بالقوة عن طريق انقلاب سياسي وكون مجلس رئاسي برئاسة عبد الرحمن الأرياني. وفي عام 1974 تمكن إبراهيم الحمدي من القيام بانقلاب عسكري عزل به عبد الرحمن الأرياني من السلطة، وأعلن عن تشكيل مجلس عسكري للحكم، وفي عام 1977 دبر أحمد حسين الغشمي انقلاباً استولى به على السلطة بعد أن قتل إبراهيم الحمدي. ولم يطل المقام بالغشمي إذ اغتيل في عام 1978، وانتخبت اللجنة الدستورية (الهيئة التشريعية) في السابع عشر من يوليو - تموز 1978 العقيد علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية، ولا يزال في الحكم حتى الآن. وفي عام 1990 قامت وحدة بين دولتي اليمن بقيادة رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح، ولكن في عام 1994 دبت الخلافات مرة أخرى وحاول قادة اليمن الجنوبي الانفصال، ونشبت حرب بين الطرفين انتهت بهزيمة الجنوبيين وتأكيد الوحدة اليمنية.