يتطلع المخترعون في جميع أنحاء العالم والمراكز العلمية والمعنيون بالابتكار والاختراع إلى معرض جنيف الدولي الذي يعدّ أهم المعارض العالمية وأعرقها، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين تحقيقاً لأهدافها في مساندة المخترعين السعوديين وتشجيعهم وتأكيداً لوجود المملكة الفاعل في مثل هذه المحافل العالمية واثبات كفاءة إنسانها ومقدرته على المنافسة في مجالات العلوم والاختراع، في ظرف عالمي دقيق نحتاج فيه إلى تقديم وجهنا ومساهمتنا الحضاريين على الصعيد العالمي. شاركت المؤسسة ممثلة للمملكة للمرة الأولى في معرض جنيف العالمي للاختراعات في المعرض الثاني والثلاثين (10 - 14 صفر 1425ه) الذي شارك فيه (585) مخترعاً يمثلون (42) دولة، وزاره أكثر من 60.000 زائر وغطى أحداثه صحفيون وإعلاميون من جميع أنحاء العالم، وبفضل الله نالت المملكة في ذلك المعرض ثماني ميداليات منها ميداليتان ذهبيتان عن ثمانية اختراعات شارك بها المخترعون السعوديون. لقد نضجت تجربة المؤسسة وأضحى مخترعوها أكثر ثقة وإصراراً على خوض غمار المنافسة وهم يشاركون في معرض جنيف (6 - 11 أبريل 2005م) وقد أحرزوا في معرض سيئول العالمي للاختراعات 4 ميداليات عن خمسة اختراعات ذهبية وفضيتين وبرونزية. وتشارك المملكة هذا العام بمخترعين: المخترع حمود حماد البدراني باختراعين (قاطع كهربائي يعمل بضغط السوائل والغازات - عوامة) ويمكن استخدامه في العديد من التطبيقات الصناعية المختلفة ويتميز بآلية بسيطة ومرنة و(بلك لربط الخرسانة المسلحة) ويتعلق بتصميم البلوك في المنشآت العمرانية ويتميز هذا المخترع بإمكانية السرعة في تنفيذه وتعدد المواد التي يمكن أن يتشكل منها ورخصها ووجودها في البيئة المحلية كالطين والحجر الطبيعي مثلاً. والمخترعة د. أحلام أحمد العوضي استشار مشارك (الميكروبيولوجي) وتشارك باختراع (علاج محضر من بول الإبل - وزرين). أثبتت المخترعة والباحثة العوضي الكثير من الميزات التي تميزها بول الإبل وتمكنت من استخلاص مستحضرات A. Wazarin ومنها مراهم أثبتت فعاليتها في علاج الإصابات الجلدية كالاكزيما والدمامل والبواسير، كما تعرض المخترعة اختراعاً آخر هو (استخدام قشر البيض كمرشح) بغرض ترشيح المحاليل وتنقيتها ويتميز مخترعها عن ورق الترشيح المستعمل في المعامل والمستشفيات بدقته وتعدد مرات استخدامه وكفاءته وقلة تكلفته وعدم احتياجه إلى قمع لحمل الورقة. وصرح الأستاذ محمد الخميس رئيس خدمات المخترعين بالمؤسسة أن المعرض العالمي بجنيف سيشهد تسويق اختراعاتنا عالمياً وقد بدأت خطوات فعلية في هذا المجال، وأضاف قائلاً: إن مشاركتنا في المعارض العالمية تزيد بشكل متصاعد فيما اشتراكنا في عام (2002م) في معرض عالمي واحد وكذلك في عام (2003م) اشتركنا في معرضين عالميين عام (2004م) ونشارك في ثلاثة معارض في عام (2005م). ومن الفوائد التي جنتها المؤسسة من الاشتراك في المعارض العالمية - والحديث للأستاذ الخميس - التواصل مع منظمات عالمية مهمة مثل WIPO وFIA وUIA وحصلنا على العضوية منها وكان من نتائج معرض جنيف الثاني والثلاثين أن قدمت منظمة AIFA جائزة لأصغر مخترع سعودي، كما قدمت الWIPO جائزة المخترعة المميزة وقدمتها في اللقاء الرابع للمخترعين السعوديين الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية. وطالب رئيس قسم المخترعين بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في ختام حديثه رجال الأعمال بزيادة دعمهم للمؤسسة كونها مؤسسة خيرية وتحتاج خدمة المخترعين والمعارض العالمية إلى تكاليف باهظة حتى نقدم للعالم مستوى يليق بمكانة المملكة وجهدها الحضاري المشرف.