في هذا المساء المعطَّر برياحين التربية، الباهر بأنوار العلم، تتشرَّف أُسرة مدارس الرياض للبنين والبنات بربان السفينة، ورائد مسيرتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، والرئيس الفخري للمدارس، لتفضُّله برعاية الحفل الختامي، امتداداً لاهتمام سموه بالتعليم، وحبه للعلم وطلابه بصفة عامة، وتكريساً لدور سموه البارز بصفة خاصة في رعاية مدارس الرياض ودعمها بالمؤازرة وبالتوجيهات السديدة، حتى غدت صرحاً شامخاً من صروح العلم في وطننا الغالي، واحتلت في آفاق التربية مكان الصدارة، وفي ميادين العلم مكانة التميُّز، وأضحت محط أنظار العديد من الجهات والشخصيات التربوية والوفود التي تقصدها للتعرُّف على خطواتها التطويرية، وبرامجها المتميِّزة. ومن برامج التميُّز التربوي في مدارس الرياض استثمار المسرح المدرسي وتوظيفه، ليكون أكثر دلالةً على حقيقته، وأشد إيضاحاً لمهمته وفق رؤية تربوية أصيلة. ويأتي - في جانب من هذا - الحفل الختامي الذي تنظِّمه المدارس مرة كل عامين، ويحظى بالرعاية الأبوية الكريمة، والحضور المشرِّف، وتكريم أوائل خريجي المدارس في الثانوية العامة.. إنتاج ضخم يشارك فيه أكبر عدد من أبنائنا الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، يؤدون أدوارهم بكفاءة وجدارة، وفي كل حفل تظهر نماذج مبهجة، ومشاهد مفرحة، وتبرز وجوه، وتُكتشف كنوز من المواهب والنبوغ. إنه عرس التربية.. يترقَّبه الطلاب للمشاركة فيه، وينتظره أولياء الأمور، ليلتفوا حول أبنائهم ويشاهدوا ما أبدعوه، ويشجعوا ما أجادوه، ويشعر الطلاب بسعادة غامرة، وتفيض قلوبهم انتماءً لوطنهم، وولاءً لقادتهم الأوفياء، وهم يرون قيادة رشيدة ترعاهم، وتشرِّف حفلهم حضوراً، وتمنحهم الثقة والتشجيع.. وتتألق ورش التربية، وحلقات التعليم في أثناء الإعداد لهذا العرس التربوي.. ومن خلال التدريب على تقديم نصوصه وفقراته يترسَّخ حب الوطن في نفوس الأبناء، وتتضح لهم قيمة الوقت وأهميته، وضرورة التدريب والتجويد والإتقان، وتحمُّل المسؤولية، والثقة بالنفس، والعمل بروح الفريق، والشجاعة الأدبية، والتعرُّف على مهارات النجاح في العمل. وثمرة ذلك أن أبناءنا الطلاب يتولون حفلهم، ويستقبلون الضيوف الكرام في حفاوة الرجال، ويقومون بأدوارهم في فقرات حفلهم، وينهضون بالعرضة السعودية، ويتولون التقديم والتنظيم، ويخوضون تجربة النجاح المبهرة، ويظل الحفل حياً في نفوسهم، حاضراً في أذهانهم زمناً طويلاً. وستبقى مدارس الرياض - بمشيئة الله تعالى - متفرِّدة في سيرتها، متميِّزة في مسيرتها في ظل راعي التعليم الأول وداعمه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - أعزه الله - وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وسمو الرئيس الفخري للمدارس - حفظهم الله جميعاً -.