لا أريد أن أتحدث طويلاً عن العَلَم الراحل معالي الشيخ عبدالعزيز ابن شيخنا سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ؛ فللحديث عنه مجال أرحب وبخاصة ان الصحف - في الغالب - ما هي إلا زاد يومي يمضي وينتهي كل شيء. والشيخ عبدالعزيز من الرجال الذين عاصرتهم فأعجبت بأخلاقهم وتصرفاتهم وبخاصة أن الرجل كان نائباً لأبيه بعد رحيل شيخنا عبداللطيف بن ابراهيم ثم رئيساً للكليات والمعاهد بعد رحيل أبيه، فأول مدير لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية. وأقدم صلتي به يوم أن رشحه سماحة شيخنا محمد بن إبراهيم آل الشيخ لاختبار الطلاب وتحديد مستوياتهم، فما زلت أذكر ذلك اليوم الذي جلس لنا فيه في سطح جامع الشيخ محمد بن إبراهيم، وذلك بعد الظهر؛ لكون ذلك اليوم كان بارداً فآثر الجلوس لنا في الشمس. ثم كان ما كان من أمر عمله في الرياسة العامة، فإدارة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وما لقيته يوماً إلا وخرجت من عنده منشرح الصدر للطف حديثه واتساع معارفه رحمه الله. لا أريد، كما ذكرت، الإطالة في الحديث عنه؛ فلذلك مقامه إن شاء الله، ولكن أشيعه بهذه الأبيات التي هي دون الحدث، لكنها معبرة عما يكنه الضمير. رحيلك يا عبدالعزيز مؤرق يشب على أكبادنا ما تحاذره رحلت ولم ترحل شموعك إنها تضيء سبيلاً أنت فيه منائره لقد كنت فينا فارساً لا منازع وكنت لنا نعم الذي كم نشاوره إذا استبهم الرأي السديد نأمه لنلقاه بعد الله نور بصائره أبا صالح إنا فقدناك رائداً عفيفاً سمت أفعاله وخواطره كأن لم تكن يوماً كبير معاشر مشت في سبيل الله صدقاً معاشره أنبكيك ماذا ينفع الدمع جارياً وقد أرهقت مما تفيض محاجره ولكنها شكوى المحب إلى الذي تمن على عبدالعزيز ذخائره فيا رحمة المولى أفيضي على الذي فقدناه بدراً مشرقات قوامره فبان وكل الناس في الدرب سائر توافيه - رغم الحرص - يوماً بصائره تعزى بهذا كل نفس كليمة تضج بها الشكوى إلى من ذخائره نعيم وغفران وأفضال منعم على مَنْ بتوحيد الاله سرائره تُلفف لا تُطوى على غير واحد هو الله من بالفضل جادت بواكره إلى رحمة المولى نشيع راحلاً إلى دار خلد مؤنسات نواظره أنبكي وهل يجدي البكاء على أمرئ وقد لُف في الأكفان مَنْ هو ذاكره