ليس من الإسلام في شيء ولا في عاداتنا ولا تقاليدنا ما نشاهده في هذه الأيام من تخريب لوطننا الغالي وقتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم بدون وجه حق.. فمتى كان قتل الأبرياء جهاداً؟ وإن كان هؤلاء الإرهابيون يدَّعون الإسلام للأسف فهم يتشدّقون بالإسلام فقط وهم قد خالفوا تعاليم الدين الإسلامي فهو دين المحبة والرحمة والإخاء والالتزام بالعهود والمواثيق. وليعودوا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إذا أشار الرجل على أخيه بحديدة لعنته الملائكة) هذا في ترويع المسلم فقط فما بال من قتل نفساً بدون وجه حق. إذاً هذا الإرهابي يدّعي الإسلام فلماذا لا يعمل بالقرآن الكريم وهو يوقن بأنه كلام الله عز وجل ويقرأ هذه الآية ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) أيها الناس: يا من تصورتم أن قتل النفس المحرمة يكفره شيء.. اعلموا أن قتل نفس واحدة بريئة يعادل قتل الناس جميعاً وأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً أليس هذا كلام الله في قرآنه الذي تدَّعون أنكم آمنتم به؟ لم يكن العنف في يوم من الأيام وسيلة للإصلاح أو جلب للمنفعة بل هو دمار وشر وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين.. إننا لم نعد بحاجة لمزيد من التشويه أكثر فما وصلنا إليها يحتاج لعدة عقود حتى نتخلص من تبعاته!! لقد مكنتم أعداء الإسلام أن يتربصوا بالمسلمين وأن يضيّقوا عليهم وفتحتم لهم الأبواب مشرعة على قتل من يشاؤون أو محاربة من يشاؤون طالما أنكم بأفكاركم المريضة قد فتحتم لهم باباً ظلوا عقوداً طويلة يتمنونه. إن القرآن قد حكم عليكم بقوله تعالى: { إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ومن راجع عقله وعاد إلى رشده فله في القرآن منجاة وتوبة فاقرأ قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فمن تاب وسلَّم نفسه تائباً طائعاً فهو بأمان الله إن كنتم مسلمين.