في يوم الجمعة 1 من صفر 1426ه الموافق 11 آذار (مارس 2005م) العدد 11852 في صفحة عزيزتي الجزيرة كتب الأخ حمد بن سعد العمر مقالاً عن الكمبيوتر ولم يذكر أي فائدة فيه، وفي هذا المقال أرد عليه ردًا موضوعيًا أكشف فيه عن بعض فوائد الكمبيوتر التي لا أستطيع أن أحصيها في مقال قصير، ولكن أذكر فيه أهم الفوائد. كثر الحديث عن فوائد الكمبيوتر الذي بزغت شمسه خلال السنوات الأخيرة، وجرف تياره الملايين من البشر في كل أنحاء العالم، فهو بدون شك جهاز ساحر- إن صح التعبير- ففيه من المغريات والجاذبية لمستخدميه ما لا يمكن أن يجدوه في غيره من مصادر المعرفة أو منابع الخبرة والمهارة، الكمبيوتر هذا الجهاز الذي صنع أصلاً ليخدم الإنسان ويساعده في تطوير أعماله والارتقاء بمستويات الأداء للأفراد والمؤسسات استطاع أن يأخذ عقولاً كثيرة من اهتمامات كانت تسيطر عليها، وتمكن خلال فترة وجيزة أن يعيد صياغة هذه العقول بأسلوب مغاير لما كانت عليه، كما أنه أتاح لها فرصًا جديدة لاستثمار قدراتها الشخصية، ويمكن القول إن هذا الجهاز العجيب استطاع أن يضع الكثيرين من مستخدميه على طريق جديدة في حياتهم الشخصية والعملية وأن يبرز أفواجًا من المبدعين ويكشف عن مهارات لم تكن في حسبان أصحابها، وليس من المستبعد أن يأتي اليوم الذي تتغير فيه ملامح مجتمعات بأكملها نتيجة انتشاره كوسيلة من وسائل التعلم ومصدر من مصادر المعلومات. من سلسلة الفوائد التي لا يمكن إنكارها لهذا الجهاز بثه روح (الجدية) و(المثابرة) للوصول إلى نتائج أفضل في أسلوب العمل لدى الفرد المستخدم له، وهو بدون شك يساهم بفعالية كبيرة في تنظيم الأعمال الشخصية أو الرسمية، وإخراجها في شكل جميل وجذاب وواضح. وكأي جهد بشري فإن استخدام الكمبيوتر لا يخلو من السلبيات التي قد تؤثر في شخصية المستخدم، وتتحدث وسائل الإعلام والدراسات العلمية عن تلك السلبيات مثل انتشار الكآبة بين كثير من المستخدمين، ويشعر معظمهم بآلام الظهر وتوتر العضلات، خاصة عضلات الرقبة وغيرها، وهو يؤدي بالفرد في حالات عديدة إلى الانعزال عن المجتمع والانكفاء عليه ولكن هذه الحالات قد تكون ناتجة من حيث المبدأ عن مشكلات شخصية لا علاقة لها بالكمبيوتر ولكن المصابين بها وجدوا فيه صديقًا يأسرهم ويهربون إليه حتى من ذواتهم، وكأي آلة من الآلات التي يستخدمها الإنسان، يمكن أن يحسن استخدامه أو يسيء استخدامه.. رغم تلك السلبيات فإن التجربة الشخصية مع الكمبيوتر تجعلني أطالب كل المثقفين والمتعلمين بضرورة الدخول في هذا العالم المفعم بالخبرات والمهارات التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذا العصر، وإذا لم يسارع الفرد للاستفادة من الفرص المتاحة له اليوم فإنه سيدفع الكثير لكي يلحق بالركب غدًا، ولعل أكثر الأفراد الذين تزداد حاجتهم إلى الكمبيوتر هم الأفراد العاملون في مجال التعليم ابتداء من الروضة وحتى الدراسات العليا، ومن لا يصدق فليجرب، وليلاحظ من حوله من المستخدمين للكمبيوتر وغيرهم ممن لم يدخلوا بعد في هذا العالم.