لم تكف وزيرة الخارجية الأمريكية أمس عن إرسال النصائح التي رافقت جولتها الآسيوية ودعت أمس في طوكيوالصين اعتماد الديموقراطية كنظام للحكم فيما طلبت من كوريا الشمالية استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي.. وفي غضون ذلك كشفت الولاياتالمتحدة عن قسم من استراتيجيتها الجديدة للدفاع التي لا تزال قائمة عن أعمال عسكرية وقائية تجاه التهديدات الخطيرة ولكنها تشدد أيضا على أهمية التعاون مع دول أخرى لتحاشي الصراعات. وأعلن عن هذه العناصر الجديدة للاستراتيجية الأمريكية للدفاع التي ستكون قاعدة للسياسة العسكرية المقبلة يوم الجمعة نائب وزير الدفاع الأمريكية دوغلاس فايث بحضور وللمرة الأولى ممثلين عن الدول الحليفة للولايات المتحدة. وقال مسؤولون في البنتاغون: إن هدف وزارة الدفاع بالنسبة للأعوام القادمة هو تعزيز التحالفات الاستراتيجية مع الحلفاء والشركاء ومساعدة دول أخرى على زيادة قدراتها للدفاع الذاتي وتوحيد الجهود للرد على تحديات جديدة. وقال فايث للصحافيين (هناك تشديد على الإجراءات المهمة والاجراءات الوقائية التي هي عنصر أساسي في استراتيجيتنا للدفاع). وجددت هذه العناصر الجديدة التأكيد على اللجوء الى أعمال عسكرية وقائية في حال وجود تهديد بشن اعتداء خطير من قبل متطرفين أو من قبل دول معادية تمتلك أسلحة دمار شامل. وأضافت أن الولاياتالمتحدة ستحاول تحاشي الصراعات من خلال تعاون أمني متزايد وبعثات انسانية وعمليات لحفظ السلام، وكذلك من خلال اتفاقات للحد من نشر الأسلحة النووية. وفي غضون ذلك تتواصل الجولة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في القارة الآسيوية حيث تجسد الجولة بصورة عملية ما تريده واشنطن من حلفائها الآسيويين حيث دعت رايس أمس السبت الصين الى إحلال الديموقراطية، كما دعت كوريا الشمالية الى استئناف (فوري) للمفاوضات المتعددة حول برنامجها النووي. وفي خطاب مهم حول العلاقات بين الولاياتالمتحدة وآسيا ألقته في طوكيو، أكدت رايس ضرورة إقامة (مجموعة لمنطقة المحيط الهادىء) وتعزيز الدور الاقليمي العالمي لليابان. وأكدت الوزيرة الأمريكية في جامعة صوفيا في العاصمة اليابانية أنه (حتى الصين يجب أن تتبنى في نهاية الأمر شكلا منفتحا وتمثيلا فعليا للحكومة اذا كانت تريد جني الثمار ومواجهة تحديات عالم تتعزز العولمة فيه). وأضافت ان الولاياتالمتحدة (تشعر بالتأكيد بالارتياح لصعود صين مزدهرة ومسالمة وواثقة من نفسها. نريد أن تصبح الصين شريكا شاملا يسعى الى تكييف قوته المتنامية مع مسؤولياته الدولية). واعترفت رايس بأنه (ما زالت هناك قضايا تعقد تعاوننا مع الصين وخصوصا تايوان)، مؤكدة ان موقف الولاياتالمتحدة المؤيد لصين واحدة (واضح ولم يتغير). وردا على أسئلة طرحها الحاضرون، أكدت رايس ان الولاياتالمتحدة (قلقة من تعزيز القدرات العسكرية الصينية). ودعت الى تنسيق أكبر بين واشنطن وأهم حلفائها في المنطقة أي اليابان وكوريا الجنوبية، وحتى مع الهند (لإيجاد بيئة تلعب فيها الصين دورا ايجابيا وليس سلبيا). كما دعت رايس النظام الشيوعي في كوريا الشمالية الى العودة (فورا) الى طاولة المحادثات السداسية حول برنامجها النووي. وقالت: ان (كل الأطراف يجب أن تكثف جهودها لإقناع كوريا الشمالية بأنه حان الوقت لاتخاذ قرار استراتيجي). وتشارك الولاياتالمتحدةوالصينواليابان والكوريتان وروسيا في مفاوضات تهدف الى إقناع كوريا بالتخلي عن طموحاتها النووية العسكرية. وقد عقدت ثلاث جولات في بكين في آب- اغسطس 2003 وشباط- فبراير 2004 وحزيران-يونيو الماضي، لم تسفر عن نتيجة. وسيحتل هذا الملف مكانا كبيرا في المحادثات التي ستجريها رايس اليوم الأحد في سيول واليوم أيضا وغدا الاثنين في بكين. وقد استبعدت بيونغ يانغ إجراء مفاوضات جديدة في الوقت الراهن مطالبة رايس خصوصا بالاعتذار بعد أن وصفت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية بأنها (موقع متقدم للطغيان).