سبق أن كتبت عن التسول ممن يرتدون الزي السعودي وهم من غير السعوديين، ومَنْ يشاهدهم لأول وهلة يعتقد أن هؤلاء من مواطني المملكة العربية السعودية، والحقيقة هم من الوافدين.. وكنت آمل من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تبذل جهوداً أكبر للقضاء على هذه الظاهرة؛ حرصاً على سمعة المملكة العربية السعودية وحماية المواطن من كذب هؤلاء المتسولين والذين يبتكرون ما بين وقت وآخر أسلوبا جديدا للتسول والاستيلاء على أموال الناس بدون وجه حق، وسيترتب على ذلك حرمان المستحق، ولكني لم ألحظ زيادة نشاط الوزارة.. والآن أتمنى لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد التوفيق وخدمة دينه ووطنه. وهنا أطرح المشكلة من جديد لما استجد فيها؛ لأن عدد المتسولين إن لم يكن في زيادة فهو ليس في نقص، والملاحظ أن أكبر نسبة من غير السعوديين وأعمارهم تتراوح ما بين العشرين عاماً والأربعين، وعند سؤال الفرد منهم: لماذا لا تعمل وأنت بصحة جيدة؟ يقول: لا أستطيع لأنه ليس لدي إقامة.. السبب أنني دخلت البلاد أبحث عن فضل الله. والخلاصة انه دخل متسللاً. وكما أسلفت أن العدد في زيادة، فإن كان هذا العدد من المتسللين في زيادة فهنا أشعر أن هناك عدة أسئلة تطرح نفسها منها: 1- كيف استطاع هؤلاء المتسولون الوصول إلى العاصمة وربما العديد من المدن الأخرى؟. 2- من الممكن أن يتسلل بضعة أشخاص إلى أي بلد، ولكن هذا العدد يعني أن هناك ثغرة أو ثغرات تحتاج إلى رصد ووصد. 3- مَنْ قام بنقلهم من الحدود إلى العاصمة؟ وكيف عبروا بهم من نقاط التفتيش ومن قوة أمن الطرق، ونحن نقرأ ما بين حين وآخر عن جهود رجال أمن الطرق وإحباط العديد من أعمال التهريب المختلفة؟؟. 4- أنظمة المملكة العربية السعودية تمنع إيواء مثل هؤلاء المخالفين للأنظمة، فأين يسكنون ومَنْ يؤويهم ويقدم العاطفة أو المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، ونحن لم نسمع أن الجهات الأمنية اتخذت إجراءات صارمة مع مَنْ يؤوي هؤلاء وسواهم ليكونوا عبرة للغير؟؟. 5- رجال الجوازات والدوريات يجوبون الشوارع والأحياء.. لماذا لم يوقفوا هؤلاء ويلقوا القبض عليهم؟ أم أنهم خدعوا بهم لأنهم يرتدون الزي السعودي..؟. 6- كنت في الماضي أشاهد العديد من المسؤولين يأتون إلى المساجد لإلقاء القبض على المتسولين واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم حسب الأنظمة المرعية، ولكن منذ عامين أو أكثر لم أشاهد أحدا منهم في المساجد أو حولها، فهل ابتعادهم سبب زيادة هؤلاء المتسولين المتسللين..؟. هناك شريحة أخرى من المتسولين سعوديون يحملون صكوك إعسار، ومنهم من يحمل صكوك ديات ترتبت عليهم نتيجة وفاة أشخاص بسبب حوادث مرورية.. ولا أعرف مدى صحة هذه الصكوك ومصادرها، ولكني آمل من معالي الوزير الجديد للشؤون الاجتماعية أن يتفضل بدراسة هذه المشكلة وكيفية القضاء عليها أو الحد منها كحد أدنى. أما موضوع التسلل، فهذا الأمر يسبب لي بعض الفزع والقلق، وأثار لدي أسئلة منها: أولاً: مَنْ يضمن لنا أن هؤلاء المتسللين لم يساهموا ولو بالنزر اليسير بدعم أو مساعدة الإرهاب والإرهابيين..؟. ثانياً: دخولهم لأرض الوطن بشكل غير قانوني يعني أن هناك نوايا، هل هي حسنة أم سيئة الله بها عليم، ولكن دخولهم بطريقة التسلل يرجح سوء النية، فكيف السبيل لتجنيب الأهل والوطن أعمال هؤلاء وغيرهم..؟. ثالثاً: وجود هذه الشريحة من المتسللين بين ظهرانينا لا أعتقد أن هناك مَنْ لا يقول ان وجودهم مصدر خطر وعبء على الوطن وأهله وعلى الأمن والجهات المختصة. لذا أتمنى على جميع الجهات ذات الاختصاص التنسيق، وسرعة التنسيق؛ لاتخاذ القرارات السريعة الفعّالة لأننا نعلم أن درء الخطر قبل وقوعه أفضل، وربما نكون قاعدة أمنية.. فهل نحن فاعلون..؟.