تنفرد المملكة عن غيرها من دول العالم بخصائص دينية وتاريخية وحضارية وجغرافية فهي بلد التوحيد ومهد النبوة ومهوى أفئدة المسلمين ولاشك أن هذه الخصائص قد أكسبت المملكة مكانة رفيعة ووضعتها في موقع الريادة، حيث توافقت مع هذه الخصائص نهضة شاملة وتقدم في جميع المجالات.. ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - عليه رحمة الله - والمملكة العربية السعودية تتبنى ثوابت ومرتكزات واضحة، تمثلت في الاهتمام والعناية بشأن المواطن وإعزازه وتوفير سبل الحياة الكريمة له حتى شهدت هذه الدولة المباركة تقدماً عظيماً ومتسارعاً حقق الإرادة المطلوبة وأوصل - بحمد الله - إلى الهدف والغاية المنشودة وفق منهج قويم وواضح. وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - شهدت بلادنا - بفضل الله - ثم بفضل القيادة الحكيمة مفهوماً أكبر وأشمل للتطور والتقدم تمثل ذلك في إنجازات عظيمة وأعمال جليلة ومشروعات متلاحقة، فقطعت الدولة - أعزها الله - شوطاً كبيراً في مجال الإفادة من كل جديد وما زالت مقومات العمل والإنجازات تتواصل عبر مراحل متصلة محققة المنفعة لأبناء هذا الوطن. وهذا المقام لا يتسع لذكر حجم الإنجاز في هذا العهد الميمون ولكني سأتطرق إلى الإشارة إلى ما تحقق من منجزات حول منهج المملكة في الدعوة إلى الله والعناية بكتاب الله الكريم وبناء المساجد والقيام على شؤونها بصفتي أحد المنتسبين لوزارة فتية نشطة أوكل إليها شرف رعاية الدعوة إلى الله والإشراف على بناء المساجد والاهتمام بكتاب الله، حيث انتهجت هذه المؤسسة العظيمة بجهودها وبرامجها وخططها كل ما أتيح لها من وسيلة وأسلوب نافع ومفيد.. ولقد دفعها منهجها القويم وتشجيعها للدعاة والمهتمين بأمور الدعوة إلى الله إلى بذل المزيد في توعية المجتمع والأمة حتى تحقق لها ما أرادت فقامت هذه الوزارة بتوجيه من معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبد الله آل الشيخ بتنظيم الملتقيات الدعوية والدورات العلمية والشرعية والندوات والمحاضرات ودورات إعداد الدعاة وبناء المواقع الدعوية لتكون قاعدة انطلاق ومصدر إشعاع لدين الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمتتبع لمسيرة الدعوة إلى الله في بلادنا يدرك حجم الإنجاز الذي تحقق فلقد استطاعت هذه الوزارة وضمن ما تضطلع به من مهام أن تبرز عناية المملكة بجانب الدعوة إلى الله وذلك من خلال إعداد الدعاة إلى الله وطباعة كتاب الله الكريم وتفسيره وترجمة معانيه والتصدي للشبهات وبيان العقيدة الصحيحة ضمن رؤية حقيقية مستمدة من الكتاب والسنة المطهرة تأتي العناية برسالة المسجد وإعداده لأداء مهمته هدفاً أسمى من أهدافها، بالإضافة إلى نشر الكتاب والسنة وعلومها وتشجيع وطبع البحوث العلمية والدينية وخصوصاً ما يتعلق بمعالجة ظاهرة الغلو والتشدد وبيان مخاطر التكفير والانحراف الفكري كل ذلك في إطار منهج قويم في الفكر والعمل. ونحن في فرع الوزارة بمنطقة القصيم وهو أحد أفرع الوزارة المنتشرة في المملكة تقع علينا مسؤولية القيام بأمر الدعوة إلى الله في هذه المنطقة والإشراف على بناء المساجد وصيانتها وتعين منسوبين لها إضافة إلى العناية بكتاب الله وبتجويده عبر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المنطقة.. ولقد تحقق - ولله الحمد - في إطار الخطط الموضوعة التي يتبناها الفرع منذ تأسيسه عام 1414ه إنجازات متلاحقة في شأن الدعوة إلى الله حيث تم تنفيذ برامج دعوية تخص إقامة المحاضرات والندوات والدروس والدورات العلمية والجولات وبرامج المصالح الحكومية وتوزيع الكتب والأشرطة والمطويات وغير ذلك مما يندرج تحت هذا المسمى. كما جرى السعي في إطار تفعيل برنامج العناية بالمساجد الذي تتبناه الوزارة ومنسوبيها إلى تحقيق التكامل النسبي في بناء المساجد للأحياء المحتاجة، إضافة إلى تعيين منسوبين لهذه المساجد وجرى رفع قدرات الأئمة والمؤذنين التأهيلية عبر دورات متخصصة ساهمت في رفع مستوى الأداء وحصيلة العلم والثقافة لديهم. وفي إطار جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة والبالغة 12 فرعاً منتشرة في أنحاء القصيم جرى تخريج عدد كبير من طلاب الحلق الملتحقين بها وذلك ضمن رؤية جادة وخطط موضوعية قصد بها إذكاء روح التنافس بين طلاب الحلق وتشجيعهم على حفظ كتاب الله وتجويده والإقبال عليه والتدبر له ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز جهوداً واضحة في كافة ما تحقق فلهما - حفظهما الله - متابعة وتوجيه سديدان في إنجاح أعمال وواجبات الفرع، حيث تم تهيئة كافة الظروف وإزالة المعوقات لتحقيق المطلوب مستشعرين نحن عظم المسؤولية وثقل الأمانة وفي الوقت نفسه نعي جيداً أن ما حققه الفرع من إنجاز يمثل خطوات نحو ما نسعى إليه ونؤمله في تحقيق التكامل والهدف المنشود. والحمد لله على ما ننعم به من أمن وأمان في ظل قيادة حكيمة تحكم بشرع الله وتسعى إلى إسعاد أبناء الوطن وبذل أسباب الصلاح والفلاح والتكامل بما في ذلك حماية المجتمع من الشرور ودواعي الفساد واستمرار الأمن وقمع المجرمين الذين يسعون إلى نشر الفوضى وقتل الأبرياء حيث يقف الجميع صفا ًواحداً في مقاومة المجرمين وأرباب الفكر المنحرف من الفئة الضالة ومن نحى نحوهم.. وفي الوقت نفسه نشيد بقدرات مسؤولي ورجال الأمن على ما بذلوه من جهود نحو الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المقيم والمواطن داعين المولى أن يحفظ علينا أمننا وديننا وولاة أمرنا إنه سميع مجيب.