ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال في غمضة عين تحولت أفكار بعض من شبابنا في وطننا الغالي، وطن الأمن والأمان مهبط الوحي وقبلة الإسلام، من شباب عُرف عنهم نصرة الإسلام في كل مكان، عُرف عنهم ثني الرُّكب في مجالس العلماء، وأي علماء؟؟؟ علمائنا الربانيين الراسخين في العلم المتصدين لكل الشبهات الدينية برسوخ علم وصبر وحلم.. وعُرف عن هؤلاء الشباب سعيهم بكل ما يملكون لنصرة هذا الدين والتوقف أمام فتاوى هؤلاء العلماء؛ لاقتناعهم بأن هذه الفتاوى لا تصدر إلا من علماء عرفوا عنهم الرسوخ في العلم وسعيهم الدؤوب لنشر تعاليم الدين الصحيح على منهج سيد المرسلين. فما الذي تغير؟؟!!!!!!!! وما الذي تبدَّل؟؟؟!!!!!! لا شيء نراه قد تغير أو قد تبدل، فتعاليم ديننا السمحة هي التعاليم.. ومنهج علمائنا الراسخين في العلم هو المنهج.. ومصدر التحكيم والتشريع في هذه البلاد هو المصدر.. إذاً، فما الذي تغير وما الذي تبدَّل؟؟؟!!! فجعل عقلية هؤلاء الشباب تتحول من عقلية نشر لتعاليم الدين بسماحة ويسر إلى عقلية تخريب وسفك دماء وغدر؟؟!! بحجة ماذا؟؟!! بحجة الجهاد، وأي جهاد؟؟!!! جهاد يحثّ على قتل المواطنين والمستأمنين وتدمير المنشآت والممتلكات. إن لهذا التحول والتغير في عقلية هؤلاء الشباب لأسباباً، ولكن السبب الحقيقي - والله أعلم - هو ابتعاد هؤلاء الشباب عن مجالسة العلماء الربانيين الراسخين في العلم، وإغلاق كل قنوات الاتصال معهم، واستيراد فتاوى معلبة وبنكهات مختلفة، نكهات من الحقد والغل والتكفير والتقتيل من علماء خارج بلاد التوحيد، من علماء عُرفوا بحقدهم الدفين على بلاد الحرمين. حفظ هؤلاء العلماء القرآن الكريم وكتب الحديث، لكنه وللأسف حفظ بدون فَهْم، فاختلط عليهم المحكم من المتشابه في القرآن، فأفتوا بفتاوى بناء على إملاءات من سلطان الهوى والشيطان. فبدأ علماء هؤلاء الشباب بنفث سمومهم في عقول هؤلاء الشباب لتبدأ أولى مراحل التغير في عقولهم، ولتبدأ أولى مراحل التكفير، فبدؤوا بتكفير ولاة الأمر في هذه البلاد بأوهام خادعة وأعذار بالية. ثم بدؤوا بتزهيد هؤلاء الشباب بعلمائنا الراسخين وبأنهم موالون للسلطان، حتى وصل الأمر بعلماء هؤلاء الشباب بأن كفروا علماءنا الراسخين في العلم ثم تدرجوا بتكفيرهم حتى وصل تكفيرهم لرجال الأمن وبعض من المواطنين العاملين في بعض من قطاعات الدولة.. وكانت حججهم في التكفير واختيار أسلوب المواجهة متنوعة، فتارة يزعمون بأنهم مجاهدون يريدون إخراج المشركين من جزيرة العرب، ثم تحول المقصد إلى استهداف لرجال الأمن والمنشآت الحكومية، ثم بدأت تتناقض آراؤهم وأهدافهم حتى انكشفت أقنعتهم، أقنعة التزييف والتضليل والخداع أمام كل أبناء هذا الوطن، واتضح من أفعالهم بأنهم خوارج هذا الزمن، فتحولت سواعد هؤلاء الأبناء من سواعد بناء إلى سواعد قتل وتدمير وإرهاب. فبدأت المواجهة بين هؤلاء الإرهابيين وكل المسؤولين المعنيين في هذه الدولة من علماء وولاة أمر ورجال أمن. فبدأ علماؤنا الراسخون في العلم بالتحذير من هؤلاء وفكرهم وطريقة إنكارهم، وبأن طريقتهم في الإنكار هي طريقة الخوارج في العصور الأولى من الإسلام. وبدأت هذه الدولة المحفوظة بحفظ الله بمحاربة هذا الفكر بهمة لا تلين وعزم لا يستكين. بحلم لايعرف الضعف وقوة لا تعرف العنف فوجهت نداءها لأبنائها بقلب رحيم وعزم شديد لهؤلاء الإرهابيين وكل من يعتنق هذا الفكر أو يتعاطف معه بأن يسلموا أنفسهم طواعية حتى لا تتعرض أرواحهم للقتل. فكان أن استجاب لهذا النداء البعض وركب عقول بعض من هؤلاء شيطان الهوى والنفس فلم يلتفتوا لتلك التحذيرات من العلماء وولاة الأمر فبدأت هذه الدولة بالمواجهة بقوة لا تعرف الضعف حفاظاً على مصالح الأمة وضروراتها الخمس.. ثم ماذا كانت النتيجة؟؟!! لقد تساقط هؤلاء الإرهابيون كما يتساقط الذباب.. تساقطوا لأنهم لم يجدوا تعاطفاً من أبناء هذا الوطن لبناء مشاريعهم، مشاريع القتل والتدمير والإفساد.. تساقطوا لأن منهجهم في الإنكار خارج عن كل الفطر السليمة وعن مبادئ وتعاليم الدين الوسطية.. تساقطوا بعد أن وجدوا مواجهة من رجال الأمن بقوة لا تعرف إلا العنف وبصبر لا يعرف الضعف أو الذل، يوم ان اختار هؤلاء الإرهابيون هذا المسلك، فهنيئا لنا بتكاتف جميع شرائح المجتمع من علماء وولاة أمر ومواطنين لمحاربة هذا الفكر واجتثاثه من جذوره والتصدي لكل مَنْ يحاول تمويله وتشجيعه. وستبقى يا وطني برغم رياح وأعاصير الإرهاب أغلى الأوطان، وستبقى دوحة نتغنى بحبك في كل مكان لأنك مهبط الوحي وقبلة لأمة المليار فلقد روى تراب أرضك كثير من أبنائك الشهداء أمثال طلال المانع وخالد الحميدان والذي رسموا بدمائهم الزكية على ثرى ترابك لوحات من الصدق والتضحية والاخلاص.. فرحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته التي أعدها الله للمؤمنين والصديقين والشهداء. إنه ولي ذلك والقادر عليه [email protected]