من خلال ما شاهدناه وسمعناه من المحطات المرئية والمسموعة والصحف المتنوعة التي صورت لنا مآثره الحميدة وأقواله وأفعاله ونواياه الطيبة، فإن الألم الذي اعتصر قلوبنا والجرح الذي آلم نفوسنا كان كبيراً بفقدان ذلك الرجل الكبير... الكبير بقلبه وعقله وحلمه وعطائه غير المحدود لأولئك المحرومين، رافقه اعتزاز وافتخار بأن الأمة لا تخلو من أولئك العظماء، لا تخلو من أولئك الذين أسروا قلوب أبناء أمتهم، فخرجوا شيباً وشباناً، أطفالاً ونساءً، في وداع فقيدهم ودموع الأسى والحزن تملأ مآقيهم، خرجوا بعفوية صادقة خرجوا بكل وفاء لوداع من أسر قلوبهم بعطائه الخفي ونفسه الرضية، قليل أولئك الرجال وبهذه الصفات النادرة، وإنها لخسارة جسيمة، ولكن ما يواسي هو ما تابعناه على شاشات التلفاز من تلك المشاعر الصادقة التي عبّر فيها محبوه عن سجاياه وأخلاقه النبيلة، ونفسه المتواضعة حتى امتلك مشاعرهم، وقد كان ما شاهدناه ملحمة تاريخية سيخطها التاريخ بأحرفٍ من نور، فهنيئاً لك يا أبا بهاء على ما قدمت في دنياك وستلقاه رصيداً أبدياً بإذن الله في آخرتك، ونرجو من الله العلي القدير أن يكرمك ويكرم أمثالك، ويحشركم مع البررة الصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعل الله في هذه الأمة كثيراً من أمثالك انه على كل شيء قدير. [email protected]