كنت في جمع من الأحبة ومع الأحبة نتجاذب الأحاديث كنا في أواخر أيام العام ال 25ه ننتظر إطلالة العام الجديد 26 الهجري داعين الله أن يجعله عام خير وبركة على الأمة الإسلامية، اتفقنا فيما بيننا على أن تذكر كل واحدة منا اجمل شيء مر عليها في عامها المنصرم 25 انبرت كل واحدة تذكر أجمل شيء في حياتها حتى جاء دوري فقلت وهل من شيء أجمل من محمد وعزام؟! الحفيدين الغاليين من ابنتي وابني!! انفض السامر وبقيت وحيدة إلا من قلمي وصورة الحفيدين ماثلة أمام ناظري فتاقت نفسي واشتاقت للكتابة عنهما. كنبتة اغتسلت بحبات المطر في ليلة شاتية.. فنمت وأورقت.. وكزهرة تضمّخت بقطرات الندى في فجر يوم ندي.. فانتعشت وتفتحت.. وكعصافير أيقظها دفء شمس.. فأطلقت تغريدها.. واحتفلت وكنجمة توارت خلف غيمة حتى إذا ما الغيمة انقشعت ظهرت تلك النجمة وتلألأت. وكغيمة بدت كندف القطن حتى إذا ما أثقلها الهواء استحالت.. مزنة.. همت على وريقات الشجر بدموعها.. فأنبتت.. ورداً ونسرينا وزنبقا ونرجسا ورياحين. وكفراشة أيقظها فجر زاهٍ فاصطبغت بألوان الطيف وتغنت، أنا كل تلك الأشياء الجميلة الرائعة بقدوم محمد وعزام حفيدي الجميلين من ابنتي وابني وإطلالتهما التي أنارت أفق حياتي.. وأضاءت جوانب ذاتي. في ظهيرة يوم الجمعة هاتفني (أبو محمد: خالتي آمنة مبروك لقد أصبحت (جدة لمحمد).. تلقيت الخبر في مفاجأة هزّت كياني وذهول ترفق في وجداني.. ودهشة جعلتني أتسمّر في مكاني ثم أسلمتني لنوبة من البكاء. وما أحلاه من بكاء (ابنتي غادة أصبحت أماً.. وأمها أصبحت جدة.. يا لهذه المعادلة.. ما أجملها.. ما أروعها..!! وبعد أسابيع ثلاثة أيضا في الظهيرة ظهيرة الاثنين أتاني صوت ابني (رائد) متهدّج متضمخ بالفرح (مبروك يا أمي لقد أصبحت أباً وأصبحت جدة)!!. هل أحدّثكم مرة أخرى عن الدهشة؟؟!! عن الذهول عن البكاء الجميل!! الأجمل من ذلك أن أحدثكم عن (الظهيرة) هذا الوقت الثاني من اليوم (هذه الظهيرة لن تكون بأي حال من الأحوال في جمال الفجر أو رومانسية المساء.. لكنها هي الآن عندي أصبحت.. وأضحت وصارت وأمست أحلى وقت كيف.. لا تكون هذه الظهيرة كذلك.. كيف.. لا.. ومحمد وعزام أطلا في ظهيرة يومي جمعة واثنين وأدخلاني مدائن الفرح من عطر وياسمين فتنفست في الظهيرة صبحاً.. وتوسّدت في الظهيرة ليلاً وانتشيت في الظهيرة عبقاً.. تدق الساعة الثانية في ظهر جمعة.. ثم تدق في الساعة الثانية في ظهر اثنين.. آمنة أصبحت جدة لحفيدين، آمنة تبصم بأصابع يديها الاثنتين انها جدة مرتين، آمنة تملك عينين اثنتين تهديهما لأغلى حفيدين لكنها لا تملك إلا قلبا واحداً.. ستقسمه نصفين.. كل نصف لواحد من الاثنين.. لكن.. مهلاً هناك ما يسمى بالبطين يسار ويمين لقد سكنتما فيهما منعمين أيها الحفيدان الجميلان.. وكتبت لكل منكما يا محمد وعزام على جدار الفؤاد. يا حب يجري في وريدي يا فرحة عيدي وزيدي اليوم صار عيدي بقدوم الغالي حفيدي أما إذا سألتموني عن أجمل شيء في عامنا الذي أطل عام 1426ه فهو سؤال مبكر جدا فلم يمض على دخول العام سوى أيام ولكن أستطيع القول: إن أجمل شيء في عامي الجديد 1426ه في ساعاته الأولى من صبيحة يوم الخميس حينما أتاني الصوت الغائب عبر الأثير صوت الغالية (نجلاء) الصديقة الصدوقة.. باكياً.. معتذرا يطلب العفو والسماح لغياب طال أشهرا.. ولوعد أخلّت به.. تذكر إنه رغما عنها.. بكت نجلاء وأبكتني معها.. دموع استقبلنا بها عامنا الجديد دموع غسلت هموم وكدر عام مضى وارتحل لحزن في القلب اعتمل فمرحبا بك تفاؤلاً وأملاً في عامي الذي أطل. (وكل عام وانتم بألف خير وصحة وسعادة).