قابلته متضجراً، العبوس يفترش وجهه كالعادة، وعلامات اليأس تقرأ في عينيه الغائرتين خلف نظارته الطبية، تشفق عليه لرؤيته، وينقبض قلبك من كلماته، فالجفاف وسوء التصرف ملازمان لحياته داخل مكتبه، تشعر وأنت أمام مثل هذا النوع من الموظفين أنك مسؤول عما يعانيه، وتسأل نفسك ماذا يمكن أن نفعله كمجتمع لنزيد من عدد البسمات على شفاه أفراد مجتمعنا كل من موقعه، ونسعى جاهدين لننقص عدد الوجوه العابسة. فقد يضيق الناس من مواقف عديدة منها ما هو في المنزل أو الشارع أو العمل، أو عند مراجعة مصلحة من المصالح، وكلها نستطيع أن نشارك في إزالتها وأخص هنا الأخيرة منها، خاصة ما يتعلق بزملائنا الموظفين المتعاملين مع المراجعين الذين يجب أن يتميزوا بمهارات وقدرات حساسة ودقيقة في طريقة التعامل والإقناع وتقبل الرأي وامتصاص الغضب، ومتى ما أحسسنا بنقص هذه المهارات والقدرات لديهم يجب أن نعترف أننا بحاجة إلى أن نعطي دروساً نعلم فيها هؤلاء كيف يعاملون مراجعيهم. ولعلنا نعرف أن هناك قاعدة تجارية تقول (الزبون دائماً على حق) فلماذا لا نطبق ذلك على معاملاتنا مع مراجعينا سعياً منا للوصول إلى ما يطمح الوصول إليه التاجر من تحقيق النجاح والرقي بعمله.والموظف وضع في موقعه لخدمة الناس لا لفرض رأيه عليهم أو إنهاء امورهم حسب مزاجه ورغباته، وما على صاحب المصلحة إلا القبول بكل طلبات الموظف بأي حال من الأحوال ومجاملة الموظف بعبارات الثناء والمدح وهو على مضض.إن هذه المعاملة يجب أن تتوقف - إن وجدت - لأن صاحب الحاجة ليس متسولاً، وإنما هو صاحب حق والموظف خادم له وليس متفضلاً عليه إذ أنه يؤدي واجباً يتقاضى عليه أجراً.وعندما نؤمن بذلك ونطبقه ونبحث عن كل ما يفيد في ذلك سيزيد عدد البسمات وتنتهي الوجوه العابسة في مجتمعنا. وقفة يرد لكل موظف عدد من الخطابات فمنها ما يعجبك لجودة العرض المختصر المفيد المحتوي على عبارات سهلة تحقق الغرض المنشود في سطور منظمة.. ومنها ما وأنت تقرأه تعتقد أنك تقرأ خطاب محارب يحمل لك العصا من قسوة أسلوبه وعدم تراكب جمله، هذا بالإضافة إلى ما يقع فيه من الأخطاء اللغوية والإملائية التي قد تغير المعنى المقصود، فهلا استفدنا من أسلوب النوع الأول وتجنبنا النوع الثاني بكل ما فيه من عيوب؟