تعلم القلب الكبير أن يعتصر كلما هبت الريح الباردة في وجه الأحبة يزداد خفقاناً ولا يرتاح إلا حينما تنبض قلوبهم بحياة جديدة.. تعلم القلب الكبير القلق والزحام، ويدي تمسكه خوفاً من أن يقتلع الأضلع، ويرحل من الجسد، ثم لا يعود.. تعلم القلب أن يستنزف الدموع لتغسل فيض الألم، ويجبر الأقدام أن تسير في كل الاتجاهات ويجرحها القذا حتى يطمئن على أحبته، وإلا سيموت تحت لهيب الخفق العظيم.. تعلم (قلبي الكبير) أن يكون في دوامة سحيقة ويتجزأ إلى قطع ترفرف فوق الأحبة وتحرسهم من أشعة الشمس التي تنخر الجسد وتكسر العظم وتجرح الكرامة.. يجبرني قلبي العظيم ألا أنام إلا حينما تنام الأحبة ويحبس عنها الأحلام المزعجة أو الرجفة المفزعة.. تعلم قلبي أن يكون مدينة تملؤها الشوارع لا يعبرها الا الشاحنات الكبيرة والإقدام الثقيلة.. فهلا كان لكم أحبة قلبي دوراً في راحته فقلبي لم يعد يعرف للراحة سبيلا. * أمي الغالية: لو أستطيع أن أفتح صدري وأحملك بين الحنايا لفعلت، وذلك أضعف الايمان.. أريد أن أراك دائماً بصحة جيدة، فحياتي تتوقف عليك أنت بالذات فماذا بعد الأم الا رياحاً عاتية تقتلع الرأس من الجسد، ولا تعرف للسعادة بعدها دليلا.. أريدك أن تتكئي على صدري لتنامي قريرة وتجعليني من أجلك أحمل الهم، فهو لم يخلق لقلب.. طاهراً مثل قلبك. * فاطمة.. تعلمت منك أن الصبر مفتاح للفرج. لم أعد أخاف عليك فأنت تمتلكين فلسفة هذا الزمن الصعب، وأعلم يقيناً أنك تتحملين ما تنوء بحمله العصبة أولو القوة.. وان في عاتقك قدرة الجبال.. ولكن قلبي لا يزال يخفق من أجلك، ولا أحب عاصفتك التي يسبقها هدوء، وأخاف من ضغطك الذي يتحين الفرص لينال من طمأنينتي عليك. * يوسف.. أشعر بالهزيمة.. ولا أريدك أن تكون متفرجاً على هزائمي أغتصب من أجلك الحلم.. وأحلم.. وتحملني أحلامي إلى سماء واسعة، ولكنني لا أثق بها.. ما زلت أحمل على ظهري.. برشوت النجاة.. حتى إذا ما سقطت تلقفتني الأرض على أقدامي.. ولكني لا أسأم فعلاقتي بالله عظيمة وأعاود الحلم من جديد حتى وجدتك توقظني على حقائق لا يمكن بعدها أن أعاود الحلم ولافي المنام.. صدقني لقد تعبت وأعلنت الهزيمة. * خالد.. أحب وجهك الطاهر الذي يحمل مسحة حزن عميق أشعر فيك كثيراً.. وأشعر أنني أنا وأنت نحمل نفس الهموم، ونعاني نفس الألم ونصبر بعضنا باليقين، ونعبر عنه بطرائق مختلفة، ولكني أيضاً أحمل همك .. وأخاف من غزو الشيب في لحيتك وأشفق عليك من قلق يدوم.. أريدك أن تبقى قوياً شامخاً حتى إذا ما انخلعت كتفي وجدت كتفك لأتكئ عليها. * محمد.. أيها الابن الذي لم تلده أحشائي.. والصديق الذي أتوكأ عليه .. أسأل الله لك رغد العيش.. وأسأله ألا يريك مكروهاً فأنت على جبهة من الجهاد.. تقتلع فيها قلبي، كلما تكالبت الأحداث أو اهتز امن الوطن .. تذكر دائماً انني أحتاج ان أطمئن عليك، وأن قلقي عليك يفجر الألم ويجعلني لا أستكين. * فريدة.. انك الهاجس العظيم الذي لا تمر علي لحظة دون أن أفكر فيه .. صغيرة أنت أيتها الحبيبة.. وصغيرة خبراتك، وأخاف عليك من عجلة الزمن ان تسرقك دون أن يكون لك بصمة في هذه الحياة.. إنني أحتاج أن أطمئن عليك حتى وأنت تضعين رأسك الصغير على وسادة من الأفكار وتستعينين بالله على كل شيء فهو جلت قدرته قريب مجيب.. أريد أن أرى بسمة لا تفارق محياك.. وأعلم أن الله لدعائي لك سيستجيب.. فالله يحبك.. فأنت جميلة.. والله جميل يحب الجمال. * يسرى.. أنت من خرجت بها من هذه الحياة.. وأنت التي أغرسها لكي أرى فيها نفسي.. أريدك أن تكوني علماً شامخاً .. ونخلة فارعة أريد يا حبيبة قلبي.. أن تعوضي هذا القلب المكلوم عبء السنين وفعلة الاقدار.. أريدك أن تجعليني أبدأ الحياة بك. أرأيتم أيتها الأحبة.. ماذا يحمل قلبي لكم من محبة عظيمة تقلق راحتي وتجعلني أكابد اختلاط المشاعر وجبروت الخوف من الفواجع بكم.. أريدكم فقط أن تسعدوا حتى أنام فأستريح.