فإن العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه جاوزت في لومه حداً أضرّ به من حيث قدّرت أن اللوم ينفعه فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً من عذله فهو مضني القلب موجعه قد كان مضطلعا بالخطب يحمله فضيقت بخطوب الدهر أضلعه يكفيه من لوعة التشتيت أن له من النوى كل يوم ما يروعه ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يزمعه كأنما هو في حل ومرتحل موكل بفضاء الله يذرعه