في مثل هذا اليوم من عام 1923 نشرت صحيفة برافدا الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم آخر مقالات الزعيم فلاديمير لينين الذي أمضى الشهور الأخيرة من حياته في حالة صحية حرجة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها عام 1623م. وكان فلاديمير لينين زعيم الثورة الشيوعية السوفيتية قد دخل مجالي السياسة والكتابة منذ مطلع شبابه حيث تحمس للأفكار الشيوعية. ورغم توليه رئاسة الاتحاد السوفيتي بعد نجاح الثورة الشيوعية في الإطاحة بالنظام الملكي في روسيا في أكتوبر عام 1917 حرص لينين على الكتابة بصورة دائمة في صحيفة برافدا أو الحقيقة الناطقة بلسان الحزب. وكان آخر مقالات الزعيم السوفيتي الكبير عن (اليبروقراطية الحمراء). وكان هذا المقال يعكس تطوراً في النظرة الفكرية لدى الزعيم الشيوعي حيث تحدث عن دور طبقة الموظفين باعتبارها إحدى الطبقات العمالة التي تمثل العمود الفقري للمجتمع الشيوعي بعد أن كان الحديث مركزاً على الطبقة العاملة وحكمها أو ما تعرف في الأدبيات الشيوعية باسم البروليتاريا. ولد لينين في الثاني والعشرين من إبريل عام 1870م. وانضم في مطلع شبابه إلى الحزب البلشفي أو الشيوعي المحظور في روسيا القيصرية حيث اعتقل ونقل إلى معسكر الاعتقال في سبيريا وهناك كتب العديد من المؤلفات في الفكر الشيوعي. كما تعرف على زوجته التي كانت معتقلة أيضاً بسبب نشاطاتها السياسية وتزوجها. بعد ذلك فر إلى ألمانيا حيث ظل يتنقل بين المدن الأوروبية حتى قيام الثورة الشيوعية في روسيا حيث عاد إلى روسيا سرا وقاد الثورة وأصبح أول رئيس وزراء للاتحاد السوفيتي وأول رئيس له. وشكلت مقالات وكتب فلاديمير لينين أساس الأيديولجية اللينينية وهي إحدى أهم المدارس الماركسية حتى الآن. وفي الحادي والعشرين من يناير عام 1924 مات لينين متأثراً بالرصاصة غير القاتلة التي أصابته في محاولة الاغتيال الفاشلة قبل ذلك بشهور.