في الوقت الذي تعيش فيه بلادنا أحداثاً مؤلمة لا تقف آثارها عند قلقلة الأمن في نفوس أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه، ولا على تخريب اقتصاده ومكتسباته، بل أنها تتجاوز ذلك لتشويه صورة الإسلام الذي ينتسب إليه كل أبناء هذا البلد بما فيهم متزعمو تلك الاحداث لا سيما وأنهم يجعلونه شعاراً لأفعالهم المشينة. من هذا المنطلق فإنني أتوجه بعدة رسائل الى كل من يهمه الأمر: - الرسالة الأولى: إلى ولاة أمرنا حفظهم الله: فقد كنتم ولا زلتم تحكمون هذه البلاد بالشريعة الإسلامية الغراء وتبذلون في سبيل استقرار أمنها وازدهار نهضتها كل غالٍ ونفيس، وفوق ذلك تضحون بأوقاتكم ومجهوداتكم وصحتكم، وذلك لا يخفى على كل إنسان منصف، والله وحده يعلم ما يكنه لكم أبناء هذا الوطن من الحب والاخلاص. فسيروا على بركة الله ونحن من ورائكم. - الرسالة الثانية: إلى رجال الأمن البواسل: لا شك أنكم أملنا بعد الله في دحر كل ما يعكر صفو واستقرار أبناء هذا الوطن، ولقد أثبتم -ولله الحمد دائما وأبداً- أنكم تحملون أرواحكم على أكفكم فداء للدين ثم المليك والوطن، فباسم كل مواطن مخلص نشكركم على تصديكم لهذه الشرذمة الضالة وسعيكم الحثيث على استئصالها. - الرسالة الثالثة: أوجهها لكل مواطن: وفيها أدعوه إلى اليقظة وبذل كل ما بوسعه في سبيل التعرف على أصحاب الأفكار الضالة والمشتبه فيهم والتبليغ عنهم من دون تردد حتى لو كان ذلك أقرب قريب، فإن في ذلك تحقيقا لما تمليه علينا تعاليم ديننا وهو من باب قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، كما أن مسؤوليتنا لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوزه إلى وجوب تفقد أحوال أبنائنا واخواننا واصدقائنا وتوعيتهم بمخاطر ما ينتج عن تلك الأعمال التخريبية التي لا تفرق بين العدو والصديق ولا بين الجميل والقبيح. - الرسالة الرابعة: إلى كل من اعتنق الفكر الضال: وانخرط في سلك الإرهاب الذين انتهجوا إزهاق الأرواح البريئة وتخريب المكتسبات الوطنية وضعضعة الاقتصاد، وقبل هذا وذاك تشويه صورة الاسلام في عيون أعدائه. وإذا كنتم قد أبحتم لأنفسكم عقوق الوطن فماذا تقولون في عقوقكم لآبائكم وأمهاتكم!؟ وها أنتم تسقطون يوماً بعد آخر ضحية لأفعالكم المشينة وتصرفاتكم الاجرامية. أقول إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد للاستسلام والعودة الى جادة الطريق، فكل ما تسعون له لا يرضي سوى أعداء الاسلام ولا يحقق إلا أهداف أعداء هذا الوطن الغالي، وقد أصبحتم هدفاً لرجال الأمن البواسل بل هدفا لكل أبناء الوطن ومن يعيش على أرضه بعد أن نلتم من الجميع ما نلتم وانكشف للجميع ظلالكم واجرامكم بحق أنفسكم وأهاليكم ووطنكم، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة والتمادي في الباطل رذيلة والشجاع هو من يفكر في مصلحته ومصلحة دينه ووطنه، ونسأل الله العلي القدير أن يهديكم أو أن يحيط بكم ويكفي هذا الوطن ومن يقيم على أرضه من شروركم إنه سميع مجيب... والسلام.