في مثل هذا اليوم من عام 1919 تم عقد المؤتمر الأول للشيوعية الدولية (الكومنترن) في الكرملين بروسيا بمشاركة عشرات الأحزاب الشيوعية من مختلف دول العالم، وكانت الحركة الشيوعية الروسية بزعامة فلاديمير لينين ترى ضرورة توحيد الحركات الشيوعية في مختلف دول العالم، وقد حمل فلاديمير لينين قبل قيام الثورة الروسية الحركات الاشتراكية الديموقراطية الأوروبية مسؤولية الفشل في منع قيام الحرب العالمية الأولى بسبب تشتت جهودها. وبعد نجاح الشيوعيين في الإطاحة بالحكم القيصري في روسيا عام 1917 وجد فلاديمير لينين أن الظروف باتت ملائمة تماماً لكي ينفذ أحلامه بإقامة كيان شيوعي موحد يضم الشيوعيين في مختلف أنحاء العالم. وفي بداية عام 1919 وجه الحزب الشيوعي الروسي الحاكم الدعوة إلى الأحزاب الشيوعية في مختلف دول العالم للمشاركة في مؤتمر الشيوعية الدولية في موسكو. وفي الثاني من مارس 1919 عقد المؤتمر في مقر الحكومة الشيوعية، واتفق المؤتمرون على ضرورة التواصل المستمر وتبادل الدعم والمساندة من أجل تكرار تجربة الثورة الشيوعية الروسية في باقي دول العالم. والمفارقة التي يؤكدها المؤرخون أن تنظيم الكومنترن لعب دوراً سلبياً في تاريخ الحركات الشيوعية في العالم حيث فتح الباب واسعاً أمام اتهام الأحزاب الشيوعية في مختلف دول العالم بالعمالة لروسيا وتنفيذ أجندات خارجية لا تراعي المصالح الوطنية لدولهم. وظهرت هذه المشكلة بوضوح في تجربة الحزب الشيوعي الصيني خلال النصف الأول من القرن العشرين مما أدى إلى انقسامات حادة داخل الحركة الشيوعية الصينية في ذلك الوقت، وعندما نجح الشيوعيون بزعامة ماو تسي تونج في الوصول إلى الحكم في الصين عام 1949 ظلت العلاقة بين الحكومتين الشيوعيتين في موسكو وبكين متوترة. وتلاشى نفوذ الكومنترن بمرور الوقت حتى انهار النظام الشيوعي في روسيا تماماً عام 1991م.