في البداية أثني على ما خطه يراع الأستاذ سهم الدعجاني بالعدد رقم 11832 ليوم السبت الموافق 10- 1-1426ه على الصفحة السابعة والثلاثين بعنوان تحت رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز هذه ملامح مشروع ندوة الصحافة السعودية التي سينظمها مركز حمد الجاسر الثقافي بالتعاون مع مؤسسة اليمامة الصحفية. وهذا المقال تعقيباً (على مقال الأستاذ عبد الرحمن بن سعد السماري عن رواد الصحافة السعودية) الوارد بالجزيرة بالعدد رقم 11716 ليوم الثلاثاء الموافق 12-9-1425ه وقد أورد الأستاذ سهم في مقاله آنف الذكر أن الأستاذ السماري الكاتب الذي يستحق أن يطلق عليه عمدة الكتاب في جريدتنا الغالية وقول الأستاذ الدعجاني قد أصاب كبد الحقيقة بل يجب ان تطلق على الأستاذ السماري (عمدة الكتاب) في الصحافة السعودية وليس في جريدة الجزيرة وحدها وقد لامس هذا المقال هو في نفسي للكتابة عن هذا العملاق المتجدد صاحب الإبداع المشرق والعطاء المتدفق والكلمة الصادقة فقد جند السماري قلمه الصادق لهذا الوطن المعطاء فلم ينحرف عن بوصلة الإبداع ويغرق في الأنانية ويكرس حب الذات فقد كان قلماً اصلاحياً ذا نقد لاذع يحب التقدم والإصلاح لهذا المجتمع لا تأخذه في الحق لومة لائم أو عتب عاتب جاب أصقاع المملكة ليقف بنفسه على أوضاعها وينقل هموم مواطنيها بدون تكليف من أحد أو عون من مؤسسة صحفية بل يتجشم الصعاب ويجوب العباب على سيارته الشخصية ليكون دائماً في ثقة من أحبه وأحبهم وهم رصيده في هذا الحياة وهم السواد الأعظم من أبناء هذا الوطن قرائه الأعزاء. إن المتتبع لسيرة هذا الرجل الذي أمضى حوالي 45 سنة يتدفق عطاءً وينبض حباً ويصدح كل صباح عبر زاويته المتجددة (مستعجل) حيث بدأ بالكتابة عام 1381ه في الشؤون الرياضية عبر جريدة القصيم ثم اطلق زاويته مستعجل التي مرت بجريدة الرياض واليمامة والدعوة ثم استقرت من عام 1390ه إلى حال تاريخه بالجزيرة تنقل هموم الناس وتعالج مشاكلهم فكم من مشاكل حلت بسبب قلمه وكم من أشياء مسكوت عنها فجلاها وكم نافح عن هذا الوطن وعالج مشاكله الاجتماعية. إن عطاء السماري لا يحده حدود ولا يرصده راصد ولن استطيع في هذه العجالة أن أوفيه حقه، وإن ننسى فلن ننسى برنامجه الشهير عبر الإذاعة (زين وشين) الذي سجل 1500 حلقة استمرت حوالي عشر سنوات في برنامج محبب للنفوس. إن هذا العطاء وغزارت الانتاج ألا يحق لصاحبها أن يتبوأ (عمدة الكتاب) في الصحافة السعودية؟! أعتقد أن هذا شيء قليل في حق قامة رجل كبير. كما أنني أدعو (صاحبنا) الأستاذ ابراهيم بن عبد الرحمن التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية بالجزيرة أن يخصص ملفاً في المجلة الثقافية لإبراز مشوار استاذنا السماري.. فالوفاء عنوان صاحبنا.. والعطاء ديدن جزيرتنا.. والسماري أحق من تقدره الجزيرة وتحتفي به لأنه رائد من رواد الصحافة وقلمُ له القراء والمحبون الكثر ما يعزز حبهم للجزيرة. مجدداً الشكر والتقدير للأستاذ سهم الدعجاني وللجزيرة الغراء لإتاحة هذه الفرصة لطرق هذا الموضوع الذي كان يتردد من زمن طويل في نفسي.. متمنياً لأستاذنا الكبير وصاحب العطاء المتجدد عبد الرحمن بن سعد السماري طول العمر على طاعة الله، وتدفق قلمه السيال في رضاء قرائه ومحبيه لأنه هو قلبهم النابض ومرآتهم العاكسة ولسان حالهم الناطق.