السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعض الكتاب جنود مجهولون همهم خدمة الوطن وراحة ابنائه.. وايصال الصورة واضحة إلى المسؤولين.. يذوبون هماً في قضايا المجتمع.. ويلامسون همومه.. وآلامه وآماله.. هم فئة وقفوا زواياهم لشرح قضايا هامة وحاجات ضرورية وملحة.. .لتكون آراؤهم وكلماتهم عوناً للمسؤولين وداعمة لاصحاب القرار.. وفي مقدمة هؤلاء الكُتّاب الكاتب المميز الأستاذ عبدالرحمن بن سعد السماري.. الذي اصبحت زاويته في جريدة الجزيرة «مستعجل» هي اشهر الزوايا في صحافتنا.. لأنها زاوية عريقة وذات شعبية كبيرة جداً.. ولأنها عين المسؤول ونبض المواطن.. زاوية يكتبها بذوب مشاعره واحاسيسه وبصادق نيته.. وبأسلوبه السهل الرائع.. ذي الكلمات المرحة التي تضفي على الموضوع المعقد والمتشابك جواً من الفكاهة والمرح.. تصف الواقع بألفاظ بسيطة ومفهومة للجميع.. ما يميز السماري أنه يكتب عن احتياجات من يعرف ومن لا يعرف وبدون واسطة.. وبدون رتوش.. وبدون مقدمات وبدون (نفاق اجتماعي) يكتب عن احتياجات المدن والقرى والهجر.. البعيدة عن الاضواء.. وقد تذكرت مقالة للاستاذ حمد القاضي يثني فيها على كتابات الأستاذ عبدالرحمن السماري التي تطال المناطق البعيدة عن التغطية الاعلامية وعن اضواء الاعلام.. يذهب إلى المجاهل والى من هم بحاجة فعلاً إلى ايصال صوتهم.. وقد حق له أن يثني عليه.. لأنه رجل صدقت نيته.. .لا يريد من ذلك جزاءً ولا شكوراً.. إلا الاجر والمثوبة، فكتب الله له القبول في الارض.. الكل يعرف واقعيته وصدقه وعدم مبالغته.. الكل وثق في كل كلماته.. فاهتم بها المسؤولون وطرقت أبوابهم ووجدت منهم الاستجابة.. المواطنون كلهم يعرفون صدق نيته واخلاصه فأحبوه وبادلوه أمانيهم وهمومهم.. فطوبى لمن كان رصيده حب الناس وتقديرهم وشكرهم وعرفانهم.. وطوبى لمن دُعي له في ظهر الغيب لأنه أسدى خدماته وكتب عن احتياجات اناس لا يعرفهم.. وهم لا يعرفونه وهذا من عمل الخير الذي حث عليه ديننا الحنيف.. بذل الجاه والمال.. والشفاعة. تمتاز زاوية «مستعجل» بأنها تطرح الموضوع المعقد الطويل الذي لفّت حوله آلاف المعاملات.. وتكدست حوله الملفات.. وتكومت الاضابير والدفاتر.. وعقدت اللجان.. والندوات.. وتمت حوله مئات المراجعات.. في كلمات معدودات تصف الواقع بدون أي زيادة أو نقصان. تتكلم عن المشكلة والحل في عدد من الكلمات البليغة الجامعة بأسلوب بسيط مرح زاهٍ.. يدخل على قلب المسؤول الفرح والمسرة.. هذه الكلمات رغم ايجازها تصبح حديث المجالس والنوادي.. في كل مجلس يتحدث الناس «هاه.. وش كتب السماري اليوم»!! أو هل قرأتم ما كتب «السماري» في مستعجل التي اصبحت زاوية يعرفها الشيخ والشاب والطفل.. يكتب السماري عن القضية لتصبح حديث المجتمع.. وعن القرية.. فتدخل عالم الاضواء. اصبحت زاوية «مستعجل» خبزاً يومياً لا غنى عنه.. يذهب كثير من الناس إلى «الخباز» ليشتري أحدهم الخبز وإلى الدكان ليشتري الجريدة.. وهو في الواقع يشتري زاوية «مستعجل» ليأكلها مع خبزه اليومي.. يأكل حروفها وكلماتها بنهم، ومن فاتته مع الخبز في فطوره فلا غنى عنها مع غدائه.. فهي ملح الغداء.. لا فطور بدون مستعجل.. ولا غداء بدون مستعجل.. لقد اصبحت مثل الوجبات اليومية؟ لماذا؟! لأنها تلامس الاماني وتتحدث بلغة الناس.. لقد لامست أمانيهم فكانت جداول.. وأمطرتهم حباً ولا تزال تمطر.. إنها مثل الغيمة التي تظلل صحاري الجزيرة منطلقة من «الجزيرة» مثل غيمة وسمية تهمي على الصحاري المجدبة فتورق الازهار وتنبت الرياض. لقد حق «للسماري» أن تكرّمه الجزيرة.. لان زاويته.. من أعرق الزوايا التي صمدت واستمرت.. ومن اكثرها شعبية.. وكاتبها من الذين يبحثون عن المواضيع التي تخدم المجتمع فيكتب عنها.. ولأنها زاوية يومية.. تصوروا يومية!! تتحدث عن القرى والهجر البعيدة عن الاضواء الاعلامية.. ولأنها نجحت في علاج كثير من القضايا.. ولأنها هي فعلاً الزاوية التي يقرؤها جميع قراء «الجزيرة» ويتابعونها نظراً للاسلوب الرائع والظريف لكاتبها. إن تكريم «السماري» هو تكريم «لمستعجل» وتشجيع للكتاب أن يسلكوا هذا المسلك. وفي يوم السبت 1/6/1423ه.. كانت البدائع على موعد مع زاوية «مستعجل» حين كتب السماري في العدد (10908) تحت عنوان «البدائع.. بلا كلية بنات»؟! في هذا اليوم تباشر أهالي البدائع ومسؤولوها بهذه المداخلة الرائعة والكتابة الجميلة للسماري عن محافظتهم.. والتي دلّتهم على أن زاوية «مستعجل» وقف لجميع مدن المملكة وقراها دون تمييز وخدمة جلى لهم.. تتكلم بلسانهم وتضع آمالهم امام المسؤولين .. تحدث السماري بأسلوب رائع عن معاناة طالبات البدائع من عدم وجود كلية بنات في هذه المحافظة.. اقرأوا ماذا يقول: لم أصدق أبداً.. أن البدائع.. لا توجد بها كلية بنات.. حتى شاهدت تلك الاتوبيسات تتخاطف أمامي «تجمِّع» البنات في رحلات يومية. ويقول:ان مثل هذه الكلية.. لو وجدت فستخدم جميع القرى حول البدائع وليس البدائع وحدها.. اذ تحيط بها قرى وهجر ومزارع ومساحات مليئة بالبشر. كلكم تعرفون البدائع.. ولكن ما لا تعرفوه.. هو أنها بلا كلية للبنات.. ولا أدري حتى الآن، ما هي معايير افتتاح كليات البنات في المدن؟ تلك المعايير التي استثنت البدائع رغم كبرها وضخامتها! ليت الجهات المعنية تجيبنا. ونحن نردد معك أيها السماري: «لا ندري حتى الآن، ما هي معايير افتتاح كليات البنات في المدن؟» وليت الجهات المعنية تجيبنا». م/ عبدالعزيز بن محمد السحيباني/البدائع