وافق زعماء المتمردين الانفصاليين في إقليم آتشيه الإندونيسي على مناقشة عرض الحكومة بمنح الإقليم حكماً ذاتياً محدوداً خلال محادثات سلام أخرى تجري هذا الأسبوع - وفقاً لما أعلنه أمس الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو. ومن المقرر أن يلتقي الجانبان في هلسنكي اليوم الاثنين في محادثات توسطت فيها مؤسسة مبادرة إدارة الأزمات التابعة للرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري. وقال يودويونو للصحفيين في باندا آتشيه عاصمة إقليم آتشيه حيث تفقد المناطق التي دمرتها أمواج المدّ العملاقة في 26 ديسمبر - كانون الأول: إن إندونيسيا لم توافق على إرسال وفد إلا إذا كان هناك ما يضمن امتثال حركة آتشيه الحرة لجدول الأعمال، وأضاف أن ذلك كان الحكم الذاتي الخاص والموضوعات التي تدور حوله. ورفضت حركة آتشيه الحرة عروضاً مماثلة في الماضي مصرة على الاستقلال التام عن جاكرتا. وتهدف المحادثات إلى إنهاء ثلاثة عقود من أعمال العنف وضمان إحلال سلام دائم في ذلك الإقليم الغني بالغاز على الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة. ومن جانب آخر بدأ الرئيسان الأمريكيان السابقان بيل كلينتون وجورج بوش الأب أمس الأحد تفقد الإقليم الذي دمرته كارثة المدّ البحري (تسونامي) وذلك عقب اجتماع مع الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو. ووصل بوش الأب وكلينتون إلى العاصمة الإقليمية باندا آتشيه في وقت سابق أمس الأحد في زيارة تستغرق ثلاث ساعات عقب اجتماع مغلق مع يودويونو في ميدان في إقليم سومطرة الشمالية المجاور. وذكر عمال الإغاثة والسلطات أن ضباطاً من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. أيه) وصلوا إلى آتشيه قبل الزيارة للانضمام إلى المئات من جنود الجيش الإندونيسي المنتشرين في الإقليم لتأمين زيارة الرئيسين السابقين. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد عين كلينتون وبوش الأب مبعوثين خاصّين لشئون إغاثة ضحايا تسونامي. وتعهدت الإدارة الأمريكية بتقديم معونات بقيمة 950 مليون دولار للدول المتضررة. وقدّر كلينتون وهو أيضاً مبعوث خاص لجهود الأممالمتحدة لإغاثة الدول المنكوبة التكلفة الكلية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في أشد الدول تضرراً بالكارثة بما يتراوح بين 11 و12 مليار دولار.